في كل عملية ترحيل يأمل سكان البيوت الجاهزة الشاليهات بحي سيدي يوسف ببني مسوس الاستفادة من السكن، إلا أن آمالهم تتبخر في كل مرة، وعليه يتساءل هؤلاء لماذا هذا التجاهل والإقصاء المتواصل في حقهم؟ مطالبين التفاتة من طرف الوالي زوخ بالتدخل الفوري في انتشالهم من الخطر المتربص بهم، فالخنازير التي تنتشر كالطفيليات من الغابة المحاذية لسكناتهم والتي تداهمهم كل مرة من جهة وخطر مادة الأميونت من جهة أخرى. مليكة حراث تتواصل معاناة سكان حي سيدي يوسف ببلدية بني مسوس جراء وضعية سكناتهم المتدهورة والهشة التي تعود لأكثر من 30 سنة والتي أضحت تتآكل بشكل ملفت للانتباه كونها تشهد تصدعات وتشققات بالغة عى خلفية الهزات الأرضية التي ألحقت بها أضرار جسيمة، وسبق للسلطات المحلية والولائية بتقديم وعود بعمليات ترحيلهم إلى سكنات لائقة، إلا أن ذلك بقي مجرد حبر على ورق ولحد الآن -حسبهم- لم تتجسد تلك الوعود على أرض الواقع أو تتلقى أي أية التفاتة. وحسب تعبيرهم كانت آمالهم معلقة بعد برنامج رئيس الجمهورية الصادر بالقضاء على البيوت الهشة والجاهزة، وفي السياق ذاته تحدث بعض من السكان المستقدمين من عدة أحياء إلى بني مسوس على غرار الحامة وبلكور والقصبة أثناء فترة الثمانينات بعد تعرض منازلها للسقوط والتي أقدمت السلطات الولائية على ترحيلهم سيما القادمين من القصبة بعد سقوط نزل القصبة، حيث منحت هذه الأخيرة السكان شقق شبه جاهزة على أمل إعادة ترحيلهم إلى سكنات أخرى بعد انتهاء الفترة الافتراضية لبنايات وهياكل هذه العمارات التي لا تتعدى فترة تشغيلها أكثر من 20 سنة. وأبدى السكان امتعاضهم الشديد جراء تشغيلهم هذه السكنات غير اللائقة التي باتت تهدد حياتهم الصحية نتيجة الأمراض المتعددة، ففي الوقت الذي تتشكل فيه الأرضيات والأسقف من مادة الإسمنت العادي فإن الجدران جاهزة وتتكون من مادة لاميونت المحظورة، وأضاف محدثنا أن الجدران بدأت تتناثر داخل المنازل بسبب مادة القطن المحشوة داخل الجدران والتي أصبحت متنفسا ويستنشقه السكان خاصة الرضع والأطفال. * الأطفال في مواجهة الموت وحسب السكان أن معظم القاطنين بذات الحي مصابين بأمراض متنوعة الناجمة عن هذا النوع من البنايات كالربو والحساسية وخاصة السرطان نظرا لدرجة الإهتراء والقدم الواضح عليها، حيث يجمع السكان على تآكل الجدران وسقوط أجزاء كبيرة منها وإهتراء الأسقف نتيجة التسربات المتواصلة لمياه الأمطار والمياه المستعملة عبرها، ناهيك عن شدة البرودة داخلها في فصل الشتاء وشدة الحرارة في فصل الصيف. وفيما يؤكد السكان أن زلزال 2003 ألحق أضرارا كبيرة بالشقق إلى درجة تحول بعض الجدران الفاصلة بين الغرف من مكانها وتطاير البلاط من أماكنه فإن بعض السكان خاصة ممن اشتروا منازلهم وسدّدوا كافة مستحقاتها للجهات الوصية وهم في انتظار الحصول على عقود الملكية، يطالبون بإيجاد حلول تقنية مبنية على أسس علمية تسمح لهم بتحويل الجدران الجاهزة إلى جدران عادية مصنوعة من الإسمنت ويتلقوا بالمقابل تطمينات بعدم تأثيرها على أساسات العمارات وعلى حياة القاطنين بها. وعبر صفحاتنا يرفه هؤلاء السكان بمطالبهم للسلطات المحلية والولائية بالتعجيل في ترحيلهم لإنقاذ أرواحهم من الموت الذي يتربص بهم أو منحهم عقود ملكية وإعطائهم الضوء الأخضر للشروع في تجديد منازلهم بصفة نهائية وعادية والاستقرار في سكنات ملائمة كباقي المواطنين الجزائريين.