تقول خبيرة أميركية بالإرهاب: إنه "مهما تأملت في الفيديو الذي ظهر الأحد الماضي عن سفك "دواعش" ليبيا لدماء 20 قبطيًّا مصريًّا، وواحد سوداني، فلن ترى بوضوح إلا 6 رهائن فقط في لقطة، وسابع تعلم بوجوده في اللقطة لأنه مختلف عنهم بسواد بشرته، وهو السوداني. أما البقية فقد ترى 5 منهم أو أقل في لقطتين أخريين، ثم "أشخاص" يبدون في الفيديو حقيقيين، لكن لا تظهر ملامح أي منهم، بل يبدو كما الطيف في الشريط. لهذا السبب توجد في الفيديو "هفوات" تقنية بالتصوير والسيناريو العام، توحي أن معظمه "مفبرك" تقريبًا". وطبقًا لما تؤكده فإن قتلهم تم داخل أستوديو، أو ربما في مكان آخر غير الشاطئ، على افتراض أنهم قتلوا فعلًا، وهو ما تشاركها به أيضًا مخرجة أفلام رعب أميركية. والخبيرة فيريان خان، مديرة تحرير في "كونسورسيوم" تنشر أبحاثًا وتحليلات عن الإرهاب، واستندت فيما قالت إلى مختصين بالتصوير وبالطب الشرعي ممن ينشطون في "الكونسوريوم" أيضًا، وسبق أن كتبت "العربية.نت" تقريرًا عنها قبل شهر بعنوان "خبيرة تؤكد أن "داعش يصوّر رهائنه داخل أستوديو" حين أبدت شكوكًا بفيديو ظهر فيه يابانيان نحرهما التنظيم في سوريا على مرحلتين فيما بعد بحسب ما ذكر موقع العربية نت. وتقول "خان": إن رأس قائد المجموعة أكبر من البحر خلفه, كما أن خلفية معظم اللقطات في الفيديو "مستعارة" أي أنها لقطات تم تصويرها للشاطئ بهدف تركيبها فيما بعد خلف المشهد العام، في تقنية معروفة وبسيطة، يسمونها "الشاشة الخضراء" في الإنتاج السينمائي، حيث يضعون شاشة بحجم السينمائية وفيها مشهد ما، لأسد مثلًا، فيقف أمامها ممثل يؤدي دورًا، من دون أن تبدو حدودها، فيظهر للمشاهد وكأن الأسد خلفه حقيقة، ويكاد ينقض عليه لافتراسه. وتستكمل أن المتحدث الذي سماه الإعلام الغربي "الجهادي جوزف" والذي ظهر بثياب مختلفة عن الجميع في الفيديو، متوعدًا أوروبا ومهددًا، وفي يسراه سكين، وبمعصمها ساعة قالوا: إنها ماركة رولكس، فقد ظهر رأسه "أكبر حجمًا حتى من البحر نفسه، سواء في اللقطات القريبة أو البعيدة، لذلك فمن المعتقد أن تصويره تم داخل مكان ما، وتم فيما بعد وضع صور البحر من خلفه"، وفق ما ذكرت أمس الجمعة لشبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأميركية. أما "الدواعش" الذين ظهروا ممسكين برقاب رهائنهم وهم يمضون لنحرهم على الشاطئ "فبدا الواحد منهم بطول 7 أقدام" أي أكثر من مترين وبعض السنتيمترات، بحيث لا نجد أي مصري أطول حتى من أقصر الذابحين، مما حمل فيريان خان على التذكير بما ورد في تغريدات كتبها سعوديون في "تويتر" الأسبوع الماضي، وتساءلوا عما إذا كان الذابحون من قوة عسكرية خاصة، نظرًا لقاماتهم الفارعة. وتستكمل أنه طوال مدة الفيديو لم نسمع تأثيرات الهواء البحري على الصوت. وأدلت مخرجة أفلام الرعب، الأميركية ميري لامبرت، برأيها أيضًا بعد أن شاهدت الفيديو وحللت لقطاته "وبسرعة وافقت على ما قالته فيريان خان"، مضيفة أن اللقطات "التي يبدو أنه تم العبث بها هي التي ظهر فيها الإرهابيون بطول فارع والرهائن كأقزام (..) كما أن تقريب صورهم على الشاطئ أظهر أن المشهد تم باستخدام الشاشة الخضراء"، وفق ما نقلت "فوكس" عن لامبرت، مخرجة فيلم Pet Cemetery الشهير قبل 15 سنة. وترى أنه عند تقريب لقطة "الجهادي جوزف" وهو يتحدث بلهجة أميركية، هو "مستعار أيضًا، وتم دمجه في الشريط باستخدام حيلة معروفة"، إلا أنه ترامى في بعض اللحظات أقوى حتى من صوته، علمًا بأن خان ذكرت في تقرير "العربية. نت" قبل شهر عن فيديو اليابانيين، ما لم تذكره عن فيديو ذبح المصريين، وهو عدم مرافقة التأثيرات الصوتية، من رياح البحر وهبات الهواء، لصوت "جوزف" حين كان يتحدث، وهو ما نسمعه عادة بعد التصوير في العراء. وتقول أيضًا: إن دماء الرهائن التي ظهرت كالتيار في نهاية الفيديو على مياه البحر بعد ذبحهم "فهذه غير حقيقية"، طبقًا لما يقول محللون مختصون بالطب الشرعي "لأن تلوين مياه البحر بالأحمر هو أسهل وأرخص مرحلة ما بعد الإنتاج، ويمكن تحقيقه حتى بالهاتف الجوال، لكن تنفيذه بالطريقة التي ظهرت في الفيديو أمر مستحيل"، على حد ما أكدت خان التي لفت انتباهها أيضًا ما ظهر في الصورة التي تنشرها "العربية. نت" وهو عدم وجود آثار لأقدام الذابحين أو الرهائن، بل آثار أقدام أخرى على يسار الصورة. ووافقت المخرجة لامبرت على ما قالته خان، وأضافت المزيد، وهو إمكانية استخدام الكومبيوتر لتلوين الماء بالأحمر، ثم قالت: "أعتقد أنه تم التلاعب بافتتاحية الشريط (اللقطات الأولى) وتحريك كل الأشخاص الذين بدوا فيها (..) لم يكن على ذلك الشاطئ أكثر من 6 رجال"، مضيفة أن منتج الفيديو استخدم تقنية "الأحياء" الجاعلة الرسوم تبدو متحركة، وهو ما يسمونه rotoscoping بالتصوير السينمائي، فجعل الرجال الستة يبدون عند المشي "متتابعين" واحدًا وراء الآخر.