دعا تنظيم الدولة في ما يسمّى ب (ولاية طرابلس) في ليبيا إلى (النفير في سبيل اللّه) لمقاتلة قوّات اللّواء خليفة حفتر ومناصرة ما أسماها ب (الدولة الإسلامية). قال قيادي في التنظيم يُدعى أبو علي الجزراوي، في تسجيل مصوّر بثّه ناشطون على (يوتيوب) أوّل أمس الجمعة إن (الليبيين حينما أرادوا أن يحكموا شرع اللّه بعد نجاح ثورتهم انهالت عليهم المدافع والطائرات والرّاجمات والقنوات)، مضيفا أن (أسود التوحيد انبروا لهذا الخبيث الذي يسمّونه حفتر الذي جاء ليهلك الحرث والنسل، ويريد أن يحكم الأحكام الطاغوتية الوضعية التي تحاد اللّه ورسوله على أهل هذه البلاد المسلمين الغيورين على دينهم)، وزاد مخاطبا حفتر: (نبشّرك بالخزي والعار، فقد قطعنا على أنفسنا عهدنا أن لا نكلّ ولن نملّ حتى ندحركم ويُحَكَّم دين اللّه عّز وجلّ في ليبيا). ووجّه الجزراوي الذي ظهر ملثّما وخلفه ما يفترض أنه شاطئ البحر الأبيض المتوسّط، دعوة إلى (الجهاد) في ليبيا، وقال: (إلى إخوة التوحيد في الجزيرة العربية وتونس ومصر والسودان، وإلى كلّ غيور على دين اللّه.. انفروا في سبيل اللّه)، داعيا إلى مناصرة ما وصفها ب (الدولة الفتية التي حملت الهمّ عن بقّية الأمّة). وانتقد الجزراوي المظاهرات السلمية التي تخرج في عدة دول عربية، قائلا: (انظروا إلى المظاهرات في بلاد المسلمين، خرج آلاف بل ملايين من المسلمين وقُتلوا وانتهكت أعراضهم وملئت السجون بهم، فماذا نفعتهم هذه المظاهرات السلمية؟)، وتابع: (واللّه ما أخذ بالقوّة لن يرجع إلاّ بالقوّة، ولقد وجدنا وللّه الحمد والمنّة دولة إسلامية تحكم بما أنزل اللّه، تقارع أعداء اللّه، شديدة على أعداء اللّه، رحيمة على المسلمين). يُشار إلى أن هذه هي المرّة الأولى التي يظهر فيها الجزراوي إعلاميا، ولا تُعرف أيّ معلومات عن شخصيته سوى أن اسمه يشير إلى كونه سعودي الجنسية، حيث أن أنصار تنظيم الدولة يطلقون وصف (الجزراوي) على من كان سعوديا. وكان مؤيّدو تنظيم الدولة قد أنشأوا على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) هاشتاغا باسم (#الهجرة إلى الدولة في ليبيا) عرضوا خلاله مزايا القتال مع الفرع الليبي للتنظيم، موضّحين أن الجهاد تحت راية الدولة الإسلامية لا يختلف، سواء كان في سوريا والعراق أم في ليبيا والجزائر واليمن وسيناء، في إشارة إلى الدول التي أعلنت جماعات جهادية فيها بيعتها لأمير التنظيم أبي بكر البغدادي. وغرّد السعودي عبد اللّه القصيمي، أحد المنضمّين حديثا إلى تنظيم الدولة في ليبيا، على صفحته في (تويتر): (لمّا وصلت تفاجأت بأعداد الإخوة المهاجرين الذين منّ اللّه عليهم بالوصول قبلي، وقد تعدّدت مشاربهم وأسنانهم، فللّه الحمد من قبل ومن بعد)، وتابع: (أوصي إخوتي في الجزيرة ممّن لم يتيسّر لهم الجهاد في الجزيرة أو الهجرة إلى الشام أن يهاجروا إلى أرض الخلافة في ليبيا). وفي نوفمبر الماضي أعلن أبو بكر البغدادي في كلمة صوتية عن تمدّد (الدولة الإسلامية) إلى عدّة دول منها ليبيا، وأنه أصبح بوسع أنصار (الخلافة) الانضمام إلى الدول التي توجد فيها جماعات بايعته، وفق قوله.