الموت على حواف السكة الحديدية يُطارد أطفال البيوت القصديرية بالحراش احتجاجات متكررة تتعالى بسبب المخاطر اليومية التي يتعرض لها سكان الحي القصديري المتواجد على حواف طريق السكة الحديدية على محور الرابط بين واد السمار و الحراش جراء انحراف قاطرات السكة الحديدية الذي بات هاجسا يهدد راحتهم وسلامة أطفالهم سيما في نهاية الأسبوع أو أيام العطل السنوية اين يجد هؤلاء الأطفال ضالتهم للهو واللعب في ذات المكان نتيجة عدم وجود مساحات خضراء أو فضاءات لقضاء أوقاتهم إذ تكون الكارثة بانتظارهم، فالموت أضحى مصير يومي لهؤلاء الأطفال نتيجة تجاهل متواصل لهذا النداء. مليكة حراث تتواصل معاناة قاطني الحي القصديري التابع إقليميا لبلدية الحراش شرق العاصمة مع مشكل السكك الحديدية المارة بمحاذاة الحي المشيّد بطريقة فوضوية منذ أزيد من 20 سنة قادمين من المنطقة والولايات المجاورة في ظل أزمة السكن الخانقة التي تعرفها البلدية مما جعلهم ييأسون من طول الانتظار في الحصول على مسكن لائق سوى نصب أمتعتهم بذات الحي الذي حوله هؤلاء إلى حظيرة سكنية مشوهة للمنظر الحضري للمكان، بالإضافة الى المفرغة العمومية التي تحاصر المكان يتسبب على إثرها انتشار عدة أمراض وسط السكان على غرار صعوبة التنفس والطفح الجلدي الذي أصاب أغلب الأطفال مما زاد من أوضاعم سوءا وتدهورا. وفي الصدد ذاته أكد السكان أنها تفتقد لجل متطلبات العيش فهي جد هشة تتأثر لأبسط المؤثرات الخارجية كالأمطار، ضجيج واهتزازات القاطرات المارة من عين المكان في كل لحظة والتي أضحت تنغص عليهم وعلى أطفالهم المتأثرين بالموجات الصوتية الصادرة عنها والتي تصل إلى غاية سد الأذنين في حالة مرور إحداها، و هو ما أكده السكان الذين اشتكوا نقص السمع والفزع الدائم الذي يتمالكهم والصعوبات التي يجدونها في قطع طريق السكة الحديدية باتجاه الضفة المقابلة قصد الالتحاق بالمدارس المجاورة معرضين حياتهم إلى الموت الحقيقي ما أجبر أولياءهم على مرافقتهم إلى غاية مدارسهم. فضلا عن ذلك قال احد القاطنين بالحي أن المشكل أدى إلى تسجيل عدة وفيات بسبب انعدام حاجز من شأنه تأمين السكان القاطنين بالجوار الذين طرحوا المشكل في عدة مناسبات إلى السلطات المحلية والولائية غير أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا للوضعية التي تزرع الرعب والقلق اوساطهم، ناهيك عن الحياة المأساوية التي يعيشونها داخل منازلهم التي تفتقر لأبسط ضروريات العيش الكريم وعلى رأسها الماء، الغاز والكهرباء التي تجلب بطرق عشوائية عادة ما تؤدي إلى شرارات كهربائية و كارثة حقيقية. وأمام هذه الأوضاع المزرية والخطر المتربص بقاطني البيوت القصديرية على حواف السكة، يناشد هؤلاء والي العاصمة بالتدخل السريع لانتشالهم من الموت المتربص بهم وحياة البؤس التي يصارعونها منذ سنوات طويلة دون أن تعرف أي التفاتة من المسؤولين المنتخبين.