تشهد بلدية برّاقي وما جاورها من البلديات الواقعة جنوب العاصمة نقصا حادّا في عدد حافلات نقل الطلبة، وما توفّر منها غير كفيل بنقل الجميع إلى الجامعات، وهذا النّقص خلق حالة قلق وتوتّر في الوسط الطلاّبي بسبب الوضعية التي ازدادت سوءا سنة بعد سنة نتيجة ازدياد عدد الطلبة وبعد أماكن الدراسة في هذه المنطقة· تعرف هذه البلدية كثافة سكّانية كبيرة وهو بدوره يفسّر الأعداد الكبيرة للطلبة، وبالرغم من تواجد موقفين رئيسيين لهذه البلدية خاصّين بالنّقل الجامعي، أوّلهما موقف متواجد عند مسجد البشير الإبراهيمي ببرّاقي وتنطلق الحافلات به على الساعة السادسة ونصف صباحا وتتوقّف عند الساعة السابعة وربع صباحا· وأمّا عن الوجهات التي تتّخذها هذه الحافلات فليست بالكثرة وإنما اقتصرت على حافلة تتّجه إلى باب الزوّار وأخرى إلى دالي ابراهيم، وكذا حافلة إلى بن عكنون مرورا بالقبّة وآخر حافلتين تتّجهان نحو محطّة 2 ماي بالعاصمة والخرّوبة· هذا العدد المحدود من الحافلات خلق انشغالا وقلقا لدى الطلبة من حيث إمكانية الوصول إلى الجامعات في الوقت المحدّد أو التدافع الرهيب للطلبة عند رؤية الحافلة قادمة من بعيد، والذي انجرّ عنه الكثير من الحوادث يروح ضحّيتها الطلبة، كسقوط إحدى الطالبات مند سنوات أثناء التدافع الكبير ومرور عجلة الحافلة على يدها ولولا نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى لكانت في عداد الأموات، والحالات المماثلة لمثل هذه الحادثة لا تعدّ ولا تحصى· أمّا الموقف الثاني فيتواجد على الطريق المؤدّي إلى بلدية ابن طلحة وما جاورها، وهناك تأتي الحافلات محمّلة بالطلبة من بلدية بوفرة وهي الموقف الرئيسي لها وصولا إلى بلدية برّاقي كآخر محطّة للتوقّف، وتبقى إمكانية توقّفها مرهونة بالمساحة المتبقّية فارغة لطلاّب هذه البلدية· لذلك، وفي كثير من المرّات تمرّ هذه الحافلات مرور الكرام بسبب عدد الطلبة الهائل المحمّلة به، وما زاد الأمر تعقيدا وعشوائية هو غياب أعوان الأمن في كلا الموقفين لتسهيل وتنظيم حركة سير الحافلات، وفي حال تأخّر أو غياب أيّ حافلة فإن البديل غير متوفّر لتغطية اذلك العجز· لكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين من الطلبة هو لماذا هذا التذبذب في توزيع الحافلات؟ فهناك مناطق داخل وخارج العاصمة خدمة النّقل الجامعي بها لا تتوقّف وبجدول زمني حافلة كلّ نصف ساعة كأقصى حدّ، في حين تعاني هذه المناطق شبه المعزولة وما جاورها من بلديات قدرا غير كاف من الحافلات· ** موظّفون في قفص الاتّهام هي عادة جديدة ابتدعها الموظّفون في الخدمات الجامعية تتمثّل في الاستيلاء على مقاعد الحافلات الخاصّة بنقل الطلبة بحجّة أنهم تابعون لقطاع الخدمات الجامعية، وبما أنهم من طبقة الصفوة كما وصفتهم إحدى الطالبات، وأضافت أن كثيرا من الشجارات وقعت بسبب هذه التصرّفات، وأن لهم الحقّ في الصعود إلى الحافلة قبل الجميع وفي أماكن خارجة عن الموقف الرئيسي لها· هذا الأمر يزعج الطلبة كثيرا، خاصّة وأن احتكار الكراسي دائم، سواء في الذهاب أوالإيّاب وعلى مدار السنة· وتبقى نداءات الطلبة مرفوعة إلى الجهات المعنية والمتمثّلة في ضرورة تدعيم عدد الحافلات ووجهاتها في هذه البلديات كمطلب وحيد للتخفيف من معاناتهم منتظرين الردّ في أقرب الأجال·