يطرح طلبة جامعات ومعاهد العاصمة مع بداية السنة الجارية، انشغالهم حول ضرورة ترقية خدمات النقل الجامعي، الذي يعرف وضعيات متباينة فيما يتعلق بالحالة التي آلت إليها بعض محطات الحافلات ومدى استيعابها للتدعيم النوعي الذي عرفه القطاع، بالموازاة مع المطالبة بتغطية الاحتياجات المسجلة في خطوط النقل، خاصة على مستوى البلديات التي لا تحتوي على المرافق الجامعية. وقد عرف استئناف الدراسة الجامعية مع بداية شهر جانفي المنصرم، تدعيم حظيرة حافلات النقل الجامعي بزيادة معتبرة بدخول المؤسسة العمومية للنقل الحضري »إيتوزا« كشريك في الخدمة بنحو 300 حافلة، بالموازاة مع تحسين القطاع الخاص لخدماته بعشرات الحافلات أيضا، وهو ما استحسنه معظم الطلبة، كونه سيتيح ظروف أحسن وسهولة في التنقل. ولعل ما يبرز أهمية مرافقة هذا التدعيم النوعي في الوسائل الخدماتية، التسيير الأمثل لها، انطلاقا من وضعية المحطات المتواجدة بالقرب من مؤسسات والإقامات الجامعية التي تتدفق عليها الحافلات من مختلف الخطوط، حيث تشهد غالبية هذه المحطات اختناقا نتيجة عدم قدرتها على الاستيعاب أمام صغر حجمها مثلما هو الحال بباب الزوار عند الإقامة الجامعية 1 و 3، بالإضافة الى دالي ابراهيم اين تصطف الحافلات في طوابير قبل دخول المحطة وسط تذمر الطلبة نتيجة لزيادة التأخر، خاصة في أوقات الذروة. كما يطرح مشكل التهيئة فيما يخص البعض الآخر، ويتعلق الأمر بمحطة الخروبة التي تفتقر لأدنى الشروط، كون الطلبة والحافلات يشتركون في استغلال الارضية التي يتوسطها طريق خاص بالسيارات، وهو ما يجعل الطلبة عرضة لخطر الدهس في كثير من الأحيان، وهو ما وقفت عليه »المساء« ميدانيا، علاوة على مطالب بعض الطلبة في تدعيم الخطوط باتجاه بوزريعة ودالي إبراهيم وباب الزوار نتيجة النقص المسجل. ومن جهة أخرى، يشتكي الطلبة على مستوى محطة المدرسة العليا للأساتذة بالقبة، من سوء وضعية المحطة الجديدة ذات الأرضية الترابية والتي تم اعتمادها كبديل مؤقت، نتيجة لأشغال تعبيد الطريق بالقرب من المدرسة والذي كان يمثل محطة لحافلات النقل الجامعي رغم افتقاره لأدنى الشروط، حيث انه في كلتا الحالتين يجد الطالب نفسه في حالة من التيه وسوء الظروف الجوية حيث يؤثر ذلك سلبا على حركة التنقل بالقبة، وهي الوضعيات التي تتشابه فيها محطات أخرى كبوزريعة وابن عكنون، خاصة بكلية العلوم السياسية والإعلام، حيث يجسد هذا الواقع أحد الجوانب السلبية في خدمات النقل الجامعي التي يجب تسييرها بطريقة أمثل. وفي نفس السياق يتطلع الطلبة المقيمون ببلديات العاصمة وحتى تلك المتواجدة بالولايات المجاورة، كتيبازة والبليدة، الى تدعيم خطوط النقل المعتمدة بها، نتيجة لاقتصارها على عدد محدود من الحافلات في اتجاه بعض الجامعات والمعاهد بالعاصمة، حيث لم تعد المتوفرة منها تلبي الاحتياجات الفعلية لهم أمام تزايد أعداد الطلبة وعدم قدرة الحافلات على استيعاب هذا الكم الهائل، ناهيك عن تسجيل العديد من حالات التأخر والغياب عن مقاعد المدرجات لدى البعض ممن لا يسعفهم الحظ في إيجاد خط يضمن تنقلهم الى مؤسستهم الجامعية مقارنة بنظرائهم من نفس المنطقة، وهو ما يطغى على البلديات التي لا تتوفر على الهياكل الجامعية والمتواجدة بأطراف العاصمة كبراقي، الكاليتوس، واسطاوالي.. بالإضافة الى بعض بلديات ولاية تيبازة كالقليعة وولاية البليدة كبلدية مفتاح، وهي المناطق التي تنتظر تغطية العجز المسجل فيها حسب الاحتياجات الفعلية من طرف الجهات المعنية لترقية خدمات النقل الجامعي. وأمام هذه المعطيات التي تلخص واقع هذا القطاع على مستوى الهياكل والمرافق الجامعية بالعاصمة، يبقى مطلب ترقية خدمات النقل قائما، والاستجابة العملية والعقلانية لهذه الانشغالات، مطلوبة على المدى القريب والمتوسط.