في زماننا هذا بتنا نرى الكثير من الأمور التي لا يتقبّلها العقل، حيث تعيش بعض النّسوة العزلة والإهمال وسبب ذلك إصابتهنّ بأمراض متنوّعة تكون قد بلغت درجة من الخطورة، الأمر الذي أدّى بالزّوج المحترم إلى اتّخاذ قرار تعسّفي ضد الزّوجة بتركها بعد أن انعدمت صلاحيتها في رأيه، حيث كانت زوجته وحبيبته عندما كانت تتمتّع بكامل قواها الجسدية وبصحّة جيّدة أمّا بعد مرضها فأضحت مثل السلعة التي نفدت صلاحيتها وترمى في سلّة المهملات، هو الواقع المرّ الذي تتجرّعه العديد من النّسوة في مجتمعنا، وهو ما تكتبه الصحف وتذيعه القنوات التلفزيونية والإذاعية في كل وقت، خاصّة وأن الظاهرة عرفت تصاعدا خطيرا بسبب انعدام إنسانية بعض الأزواج. تكثر القصص المأساوية لهؤلاء النّسوة اللواتي صدمن بين عشية وضحاها في أقرب مقربيهنّ ولم يجدن إلاّ فلذات أكبادهنّ لمساندتهن في محنهنّ ولولاهم لضعن بعد أن ضُيّعن من طرف أزواجهن. هي مأساة إحدى النّسوة التي تجرّعت الأمَرّين بعد معاناتها من ضعف في بصرها بلغ ذروته مع مرور السنوات ولم تعد تقوى على الإبصار، الأمر الذي لم يتقبّله زوجها وتركها وفرّ دون رحمة أو شفقة، ولحسن حظها أنها وجدت أبناءها الأربعة ولم تصدّق أنه سوف تهون عليه 16 سنة من العشرة الزّوجية والاحترام والمودّة التي كانت تكنّهما له وكان جزاؤها الرمي شرّ رمية ومغادرته البيت بعد ذلك المرض الذي أصابها وكان بمشيئة اللّه ولم تختره هي. من دون أن ننسى معاناة النّسوة اللواتي أصبن بسرطانات في مناطق مختلفة، إذ عادة ما يواجهنّ الرفض وعدم تقبّل حالتهنّ من طرف الأزواج، وهو حال إحداهنّ التي أصيبت بسرطان على مستوى الثدي، الأمر الذي لم يتقبّله الزّوج، خصوصا وأنه لم تدم فترة طويلة على زواجها حتى رزقت فيها بولد، وبعد إجرائها لعملية بتر الثدي كونها اكتشفت المرض في أواخر مراحله أصبح زوجها دائم المشاكل معها إلى أن وصلت الحالة إلى الطلاق، وكانت إصابتها بسرطان في ثديها سببا قويا لتخلّي الزوّج عنها، خاصّة وأنها أصبحت غير مرغوب فيها من طرفه وكأنه مسير بغريزة حيوانية ولا يملك عقلا يزن به الأمور للتعامل بإنسانية مع من يحيطون به، لا سيّما وأنها زوجته التي كان من الأجدر أن تكون لها مكانة خاصّة في قلبه، لكن رماها المسكينة دون اعتبار لعلاقة الحبّ التي كانت تجمعهما، بل هي علاقة بنيت على باطل وعلى مصالح غريزية لا أقل ولا أكثر وعادت إلى بيت أهلها وكانت مصدومة جدا من زوجها الذي زاد من كربتها مع المرض. وفي حديث لنا مع بعض المواطنين أجمعوا على أن بعض الرجال يتركون نساءهم بمجرّد إصابتهنّ بأمراض مختلفة على خلاف الزّوجات اللواتي يصبرن مع أزواجهنّ على كل المحن، سواء كانت حاجة أو مرض إلى غيرها من الظروف، على عكس الرجل الذي ينظر إلى المرأة كدمية يتسلّى بها متى شاء وتفقد صلاحيتها بمجرّد تلف أحد أطرافها كمشهد نشاهده في الدمى، ومثلما أصيبت بعض النّسوة بأمراض قدّرها اللّه تعالى عليهنّ الأزواج هم أيضا ليسوا معصومين من المرض.