زاد اهتمام الشارع الجزائري بمتابعة مجريات محاكمة المتهمين في فضيحة (الخليفة)، ويبدو أن الأمر ليس له علاقة فقط بحجم الملايير التي نهبت، أو ثقل الأسماء التي تم ذكرها، اشتباها، أو على سبيل الشهادة، وإنما كذلك بسبب طرافة كثير من إجابات المتهم الرئيسي (الفتى الذهبي) عبد المومن خليفة الذي حوّل أجواء المحاكمة إلى ما يشبه أجواء المسرحيات الهزلية، وهو الذي يعتبر نفسه فاعل خير، ورجلا يحب ترك (الصدقة الجارية)، وهي صفات لم تخطر على بال من ينظرون إليه باعتباره رجلا محتالا نهب الملايير، على الأقل وفق ما يقوله قرار الإحالة في القضية. وبات كثير من الجزائريون يتسّمرون أمام أجهزة التلفزيون يتابعون بعض القنوات الخاصة التي تنقل تفاصيل محاكمة (الخليفة)، والدافع الأساسي الرغبة في الاطلاع على أسرارا وخفايا ما حصل للإمبراطورية المنهارة، وكذا الحصول على (فسحة للضحك)، بالنظر إلى الطريقة التي يرد بها (عبد المومن) على إجابات القاضي، حيث فاجأ (الفتى الذهبي) القاضي والمتتبعين باطلاعه على تفاصيل ما يجري في الجزائر، ومتابعته لما يفعله "غوركوف"، مثلا مع "الخضر"، ولما يحصل لفريق حسين داي المهدد بالسقوط إلى القسم الثاني، إضافة إلى تحكم (الخليفة) في حيثيات ملف قضيته، على نحو جعل البعض يقول أن هذا الأخير لم يضيع سنوات سجنه في البكاء، بل كان يحضر ويستعد لهذه المحاكمة على طريقة رجال القانون.