** لم أعلم بيوم عاشوراء إلا في صباحه ولم أكن أكلت شيئا فنويت الصيام، فهل صومي صحيح؟ فهل لي أجر هذا اليوم وتكفير السنة التي قبله؟ * أجاب الدكتور عبد الوهاب فكري بقوله: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على صحة نية صوم النافلة من النهار. ما دام الإنسان لم يتناول شيئا من المفطرات من بعد الفجر، فقد روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم على أهله فقال: هل عندكم من شيء "أي من الطعام"؟ قالوا: لا. قال: فإني إذن صائم" وإذن ظرف للزمان الحاضر فدلَّ ذلك على جواز إنشاء نية صيام النفل من النهار، بخلاف صيام الفرض فإنه لا يصح إلا بتبييت النية من الليل لحديث "من لم يبيِّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له". والمراد هنا صوم الفرض. أما حصول الأجر في الصيام فهل هو ثواب يوم كامل أو من وقت النية فقط؟ ففي هذا أول النهار. والثاني: انه لا يثاب إلا من وقت النية فقط، فإذا نوي عند الزوال فأجره نصف يوم. وهذا هو القول الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". وهذا الرجل لم ينو إلا أثناء النهار فيُحسب له الأجر من حين نيته. وبناءً على القول الراجح لو كان الصوم يطلق على اليوم مثل: صيام الاثنين وصيام الخميس وصيام الأيام البيض وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ونوى في أثناء النهار فإنه لا يثبت له ثواب ذلك اليوم. وينسحب الحكم على من لم ينو صوم عاشوراء إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا يحصل الأجر المترتب على صيام عاشوراء وهو تكفير سنة. نظراً لأنه لا يصدق عليه أنه صام يوم عاشوراء وإنما صام بعضه- من أول ما نوى. لكن يثبت له عموم الأجر على الصيام في شهر الله المحرم وهو أفضل الصيام بعد رمضان.