قرر الجيش الإسرائيلي نشر كتيبة الدبابات الوحيدة المحصنة ضد القذائف المضادة للمدرعات عند الحدود مع قطاع غزة في ظل مخاوف من تحسن قدرات المقاتلين الفلسطينيين في قصف المدرعات. وذكرت صحيفة هآرتس أمس الاثنين أن هذه الدبابات تابعة ل(الكتيبة 9) في لواء المدرعات 401 وأنه تم تزويد الدبابات بمنظومة (معطف هوائي) المضادة للقذائف ضد الدبابات. ويأتي قرار الجيش الإسرائيلي بعد سلسلة مداولات أعقبت استهداف مسلحين فلسطينيين لدبابة إسرائيلية عند الشريط الحدودي وإلحاق أضرار جسيمة بها قبل أسبوعين. وفي أعقاب ذلك قالت مصادر أمنية أن التقديرات بشأن تحسن قدرات الفلسطينيين في استهداف الدبابات قد تعززت. ويعتزم الجيش الإسرائيلي إدخال منظومة (معطف هوائي) على جميع دباباته بعد أن طورتها سلطة تطوير الأسلحة (رفائيل) في إسرائيل في إطار استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية التي لحقت خلالها أضرارٌ كبيرة بالدبابات التي تعرضت للقصف بقذائف متطورة مضادة للدبابات أطلقها مقاتلو حزب الله. ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي فإن العديد من الفصائل المسلحة في قطاع غزة تملك مئات القذائف المضادة للمدرعات من أنواع عدة بدءا من (آ ربي جي) وحتى أنواع متطورة جدا. وقالت هآرتس إن التحسن الكبير في قدرات الفلسطينيين في هذه الناحية من شأنها أن تدفع الجيش الإسرائيلي إلى تغيير (نظرية القتال) أيضا على طول الحدود مع القطاع بهدف تقليص تعرض الدبابات للقذائف. وتتوغل قوات الاحتلال باستمرار في شريط بعرض بضع مئات الأمتار داخل الأراضي الفلسطينية في القطاع، والذي يعتبر في إسرائيل أنه (المؤشر الأمني) الذي تدور فيها اشتباكات تهدف إلى فحص قدرات الفصائل الفلسطينية المسلحة. وقالت الصحيفة إن المقاتلين الفلسطينيين امتنعوا أحيانا عن الاشتباك مع القوات الإسرائيلية التي تتوغل في (المؤشر الأمني) بهدف تفكيك عبواتٍ ناسفة فيه. ومن جهة أخرى، أصيب عامل فلسطيني بجروح أمس الاثنين جراء إطلاق نار من قوات الإسرائيلي شمال قطاع غزة. وقال الناطق الإعلامي باسم الخدمات الطبية في غزة، أدهم أبو سلمية، إن قوات الاحتلال أطلقت النار في اتجاه عدد من المواطنين الذين كانوا يعملون على جمع الحصمة (الحصى) من الأنقاض المدمرة على أطراف بلدة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة أحدهم بعيار ناري في الفخذ الأيسر. وأشار أبو سليمة إلى نقل الجريح، البالغ من العمر 30 عاما، إلى مشفى محلي في البلدة وهو في حالة متوسطة. ويذكر أن أكثر من 100 فلسطيني أصيبوا جراء إطلاق القوات الإسرائيلية أعيرة نارية تجاه جامعي الحصمة من الأطراف الشرقية لقطاع غزة. ويلجأ الفلسطينيون إلى جمع الحصى من بين الأنقاض لاستخدامها في البناء في ظل منع إسرائيل إدخالها عبر المعابر في ظل الحصار المفروض على القطاع.