فضيحة قطار (الثنية) تهزّ شبكات التواصل * صفحة خاصّة على (الفايس بوك) للمطالبة بنقل خاص بالنّساء فقط * تحرّش علني في زمن الفتن بات لصيقا بزهرات الجزائر في كلّ مكان، ففي وقت غابت فيه النخوة واختبأت الحرمة في وكرها طفا الهوس ليسيطر على الساحة، فبعد أن كنّا نسمع عن أخبار التحرّش والاغتصاب في وسائل النقل في دول العالم كمصر والهند وباكسنان ها هي الكارثة تتربّص بالجزائريات في وسائل سخّرت للخدمة العمومية ولكنها تحوّلت للأسف إلى وسيلة لخدمة الغريزة لدى المهووسين. س. ب أشعلت الفضيحة التي وقعت الأسبوع المنصرم في أحد القطارات الرّابطة بين العاصمة والثنية (بومرداس) موجة غضب وغليانا وسط الجزائريين، وكانت النّساء الفئة الأكثر تأثّرا بهذه الحادثة البشعة بالنظر إلى جنس الضحايا (إناث)، ومن جهة أخرى نوعية الواقعة التي انتهكت بشكل مباشر حرائر الجزائر وسط صمت الجميع. سكوت.. نحن نتحرّش! أصل الواقعة التي دفعت حرائر الجزائر إلى المطالبة بنقل خاص بالنّساء فقط يعود إلى الأسبوع المنصرم، حيث وقفت (أخبار اليوم) في مقال سابق على تفاصيل الكارثة، أين وجدت عشرات النّساء أنفسهنّ في مواقف لا يحسدن عليها بين أيادي ذئاب بشرية، إذ لم تتصوّر هؤلاء النسوة أن حرمتهنّ وشرفهنّ سينتهك بتلك الطريقة البشعة والمكان هو القطار. فلقد تحوّلت هذه الوسيلة إلى حلبة للتنافس على الفريسة المشتهاة من طرف مهووسين استغلّوا اكتظاظ القطار الرّابط بين العاصمة والثنية، والذي غاب كالعادة عن موعده المحدّد بأكثر من ساعتين، فكانت الكارثة بكلّ معانيها البشعة. تحرّش إلى أقصى الحدود تعرّضت له نساء من كلّ الأعمار والفئات، أكثرهنّ محصّنات، والذنب الوحيد هو الركوب في ذلك القطار الذي هو الوسيلة الوحيدة المتوفّرة أمامهنّ في ظلّ النقص الفادح في النقل وقلّة المورد المالي لاستعمال النقل الخاص. من المسؤول عن انتهاك حرمة الجزائريات؟ وسط قطار مليء بكاميرات المراقبة وأعوان الأمن المسخّرين لضمان أمن وسلامة المسافرين ووسط بقايا (أشباه) رجال وقعت الحرائر في قبضة المهووسين وكأنهنّ في فيلم رعب أمريكي، لم يصدّقن ما يجري لهنّ ولا مجال للهروب، وفي الأخير لا يمكن كشف الفصيحة فأغلبهنّ نساء متزوّجات محصّنات تعرّضن لتحرّش مباشر دون حدود كاد يصل إلى حدّ الاغتصاب الجماعي. فكيف حدث هذا؟ وكيف تحوّلت وسائل النقل في الجزائر إلى أوكار للتحرّش والكبت للمهووسين؟ هذه الواقعة كشفت عن مدى المعاناة التي تواجهها الجزائريات في وسائل النقل وسط الغياب التام للرقابة، والأهمّ مدى الانحطاط الذي وصل إليه البعض من خلال انتهاك حرمات النّساء في العلن دون خوف. لا للتحرّش.. نعم لوسائل نقل نسائية هذه الواقعة كانت القطرة التي أفاضت الكأس بالنظر إلى بشاعتها وتجاوزها لحدود المعقول، فالتحرّش هو قاعدة يومية في وسائل النقل بالجزائر، وفي ظلّ البحث عن المسؤول فإن حرائر الجزائر انتفضن ضد هذه الواقعة وضد التحرّش بشكل عامّ عبر وسائل النقل الذي زاد عن المعقول. ولقد بادرت مجموعة من الصحفيات من حرائر مؤسسة (أخبار اليوم) بإنشاء صفحة خاصّة على (الفايس بوك) من أجل فضح هذه العلّة، وكذا المطالبة بنقل خاص بالنّساء على غرار بعض الدول العربية، والطلب ليس بالمستحيل على وزارة النقل ودولة كالجزائر، هذا الإجراء هو وسيلة دفاعية ضد تمدّد آفة التحرّش الذي يجب أن يعالج من جذوره وبكلّ السبل، فهل من مجيب لنداء حرائر الجزائر؟