مع حملة توزيع السكنات التي ستنطلق فيها مصالح ولاية الجزائر وتمس مقاطعات عدة من العاصمة، تتأهب مختلف العائلات الجزائرية إلى إحياء ذلك الحدث السعيد الذي سينتشلها من البيوت الفوضوية ومن الضيق الخانق المسجل عبر المقاطعات الشعبية. والملاحظ انه من الناجية الاجتماعية تنفرد العائلات الجزائرية منذ أمد بعيد ببعض العادات قبل دخول البيت الجديد تتمحور حول إقامة الولائم ونحر الكباش التي يلتف حول أطباقها الأهل والأحباب هذا بالنسبة لميسوري الحال، وهناك من العائلات من تكتفي بذبح ديك فكل حسب مقدوره الشخصي فالمهم هو إراقة الدم على عتبة المنزل من اجل الصدقة والتبرك وجلب الفال الحسن. و تستعد العديد من العائلات الجزائرية للاحتفال بمناسبة دخول البيت الجديد في هذه الأيام وتحضر بما يليق بمقام ذلك الحدث السعيد، فتبرمج الولائم وتنحر الذبائح خصيصا على شرف الأحباب والأقارب الذين يشاركون أهل البيت فرحتهم بالدخول إلى السكن الجديد. ذلك ما تتأهب إليه العائلات المعنية بالترحيل في هذه المرحلة بحيث شرعت في حزم أمتعتها من اجل إفراغ البيوت القديمة، والاستعداد لدخول البيت الجديد وكلها فرحا وبهجة، وهناك من قررت التخلص من الأثاث القديم وهو ما يؤكده تنقل طالبي الاثاث القديم عبر الاحياء المعنية بعمليات الترحيل بصفة متكررة في الاونة الاخيرة، على ان يتميز اليوم الاول من دخول البيت ببعض الطقوس والعادات الملزمة. وتعد الزغاريد المنطلقة من حناجر النسوة اول شيء تلتزم به ربات البيوت وهن يطان البيت مع عائلاتهن ليتبادل الجيران التهاني فيما بينهم، بعدها تبرمج الولائم فيما بين العائلات يدعى لها الاحباب والاقارب وتنحر لها الذبائح. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض العائلات التي تستعد للرحيل في هذا الاسبوع للوقوف على التحضيرات وعلى الطقوس والعادات المبرمجة بعد دخول البيت الجديد، قالت الحاجة زهرة انها سوف تغادر بيتها الذي اقامت فيهذ منذ 50 عام وعلى الرغم من الفتها وحنينها اليه، الا ان الضيق الخانق لا يرحم وفيه شقاء للناس، لذلك استقبلت خبر ترحيل عائلات من حيهم بالفرحة والغبطة خاصة وان عمارتهم معنية بالترحيل، واضافت انها استعدت للحدث منذ حوالي شهر بحيث حزمت الامتعة وحضرت نفسها لدخول البيت الجديد، وهو حدث سعيد سيشاركها اقاربها فيه لذلك عزمت على نحر خروف وقالت ان ذلك من جانب التبرك لا غير حتى انها لا تلتزم بنحره في "عتبة" البيت مثلما يفعله الكثيرون فهي تبتعد عن تلك الطقوس الغريبة نوعا والهدف الأساسي من نحر الخروف هو جمع الأقارب وإشراكهم في تلك الأجواء البهيجة. وبالفعل هناك الكثيرون من اقرنوا تلك العادات ببعض الطقوس الغريبة التي لم ينزل بها وحي او ينطق بها دين، كوجوب اراقة الدم لابعاد الجن والعين والحسد، تلك الشوائب التي قضت نوعا ما على المغزى الايجابي لبعض الاعراف الجزائرية المتبعة بعد دخول البيت الجديد. ومن الناحية الشرعية فان زعم بعض الناس أنه من سكن بيتا جديدا فعليه أن يذبح شاة أو أي ذبيحة أخرى، فإذا لم يفعل سكن الجن منزله، وآذوه. فالجن موجودون... لاشك في ذلك، أما أن يعتقد الناس أنهم يملكون هذه السلطة وذلك التأثير في العالم، حتى في سكنى المنزل الجديد، فمن لم يذبح شاة، احتلوا بيته ونغصوا عليه حياته... هذه العقيدة ما نزل بها وحي، ولا نطق بها دين، وذلك من أمور الغيب لا يصح إصدار حكم فيه وعلى هذا فالقول بوجوب الذبح عند سكن بيت جديد لا أساس له فالذبائح معروفة في الإسلام ولها ارتباط بمناسبات معينة.