السياحة الداخلية تنتعش وتونسوتركيا وجهتان مفضّلتان ** أين يقضي الجزائريون عطلة الصيف؟ سؤال يبدو خاصّا جدّا هذه السنة بالنّظر إلى المعطيات الإقليمية التي تجعل الوجهة التونسية مثلا غير محبّذة لدى كثيرين بالنّظر إلى ما عاشته تونس مؤخّرا فيما تنتعش السياحة الداخلية قليلا حيث (يغزو) ملايين الجزائريين المقيمين في الولايات الداخلية السواحل بحثا عن هواء البحر ومائه المنعش بينما يلازم عدد غير قليل من (الزواولة) بيوتهم في غياب الأموال الكافية لا سيّما مع اقتراب الدخول المدرسي. رغم ما شهدته تونس من أحداث دامية مؤخّرا مازالت تعتبر وجهة مفضّلة لدى كثير من الجزائريين حيث أجمع أصحاب وكالات السفر والسياحة الكائنة بالعاصمة على أن تونسوتركيا تعدّان الوجهتين السياحيتين الأكثر طلبا من قِبل العاصميين خلال هذه الفترة لقضاء عطلة الصيف حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية أمس الثلاثاء. وأشار عون تجاري بوكالة (سونساسيون ترافل) الواقع مقرّها بضواحي العاصمة إلى أن (العديد من الزبائن الذين يقصدوننا يرغبون في الحجز في فنادق في تونس أو تركيا). فقبل دخول الوكالات يمكن للزبائن الاطّلاع على الوجهات المقترحة وكذا الأسعار التي تمّ تعليقها على واجهاتها. وبإحدى الوكالات كان (علي) في الأربعين من عمره متزوّج وأب لطفل يطّلع على أسعار مختلف الوجهات معربا عن رضاه بأسعار بعض الوجهات التي تظلّ (أفضل بالمقارنة مع عروض أخرى في العاصمة). حتى وإن قال إنه ليس مهتمّا بقضاء عطلته في تونس فإن زوجة (علي) وابنه يرغبان في قضاء عطلتهما في هذا البلد لذلك يريد إهداءهما هذه الرحلة. ويعتقد (علي) أن عطلة لمدّة 8 أيّام و7 ليالي في فندق ثلاثة نجوم يحمّامات في رحلة على متن الحافلة ذهابا وإيّابا بتكلفة تقدّر ب 49.500 دينار للشخص الواحد في غرفة مزدوجة تعدّ عرضا مغريا يظلّ في متناوله بصفته إطارا متوسّطا في مؤسّسة خاصّة بينما العرض الخاص بتركيا المقدّر ب 125.000 دينار ليس في متناوله حيث يفكّر في تخصيص مبلغ إضافي للسفر على متن الطائرة إلى تونس حتى تكون الرحلة ممتعة بالنّسبة لعائلته. وأكّد عمّال وكالة الخطوط الجوّية التونسية القريبة من البريد المركّزي وكلّية الجزائر أنه منذ نهاية شهر رمضان فإن العاصميين يتوافدون بكثرة للحجز. وتسجّل عمليات الحجز على مستوى وكلات سياحية أخرى مستقرّة بالعاصمة التي تستمرّ في استقبال زبائن يرغبون في السفر إلى تركيا. بوكالة (فور ويندس ترافل) بنهج (باستور) حجز سياح عاصميون إقامات في هذه الوجهة وهي سوق تجلب الجزائريين منذ بضع سنوات. تشكّلت طوابير صغيرة عند مدخل هذه الوكالة وأكّد عون تجاري من هذه الوكالة أن (سمعة هذا البلد تبقى ثابتة لأن السيّاح العاصميين يجدون أنه يتوفّر على كلّ المؤهّلات لجلب الزوّار). ويقول بعض العاصميين إنهم أصبحوا (متعلّقين) بتركيا وإسطنبول و(الشواطئ التركية الساحرة المطلّة على المتوسّط) على حدّ قول (ب. سليمان) الذي كان ينتظر دوره لإجراء حجز على (موانئ البوسفور). وتقترح وكالات الأسفار وجهات أخرى كمدن المغرب العربي وباريس وروما وبرشلونة ودبي والبلدان الآسيوية على غرار ماليزيا وتايلاندا والمالديف. (لكن العاصميين يفضّلون تونسوتركيا) حسب ما أكّده عدّة أعوان تجاريين لوكالات السفر مشيرين إلى أنه يكثر الطلب على سوسة وحمّامات (تونس) وإسطنبول. وبوكالة (إنات) بشارع (ديدوش مراد) كانت (ر. منية) تطّلع على مطوية سياحية تقترح العديد من الوجهات السياحية وأكّدت تقول: (أطّلع على عروض إنات لاختيار وجهة أقضي فيها أيّام العطلة في مدينة جميلة على الساحل).