يعيش متقاعدو مدينة الميلية، بجيجل والمناطق المجاورة لها، من الذين يُحصّلون معاشاتهم من بنك الفلاحة والتنمية الريفية المتواجد بساحة الشهداء بوسط المدينة حالة غليان استقبلوا بها العام الجديد بسبب تماطل البنك في تسديد رواتبهم التي ترسل لهم من الخارج وبالضبط من فرنسا، والطوابير الطويلة التي تشكلت أمس منذ منتصف الليل كما قال أحد المتقاعدين، استدعت تدخل الشرطة من أجل تنظيمها وتنظيم حركة المرور، على اعتبار أن البنك يقع في ساحة بوسط المدينة تعج بالحركة سوء السيارات أو الراجلين، بعدما أفنينا شبابنا في الغربة، وتم إحالتنا على التقاعد فضلنا أن تسدد معاشاتنا بأرض الوطن وبالعملة الصعبة من أجل المساهمة في التنمية من خلال استفادة البنوك من ذلك يقول أحد المتقاعدين، ويضيف آخر الذي يبدو في قمة التذمر: يعاملوننا كمتسولين نطلب الصدقة، لم أتقاض راتب معاشي لشهرين بسبب نقص العملة تارة، وتارة أخرى لعدم وصولي باكرا لأني أسكن في إحدى المناطق الجبلية البعيدة، أصل إلى هنا على الساعة الثامنة فأجد ما يقارب 150 شخص أمامي، ويضيف آخر وصل على الساعة الرابعة صباحا وجدت طابورا بطول 20 مترا، ويقاطعه من وراءه في الطابور، هناك من يقضي ليلته أمام باب البنك حتى يجد نفسه مع الأوائل، أما عجوز يكون قد تجاوز 80 سنة كان جالسا على الرصيف، لأنه لم يتمكن من مواصلة الوقوف فيقول لقد ندمت على تحويل نقودي إلى هنا، لو كنت أعلم ما قد يحدث لي في مثل هذا السن لأبقيتهم للفرنسيين يتمتعون بهم·