في فصل الصيف يزداد تلوث الأجواء وتتكاثر الفطريات نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة وينتشر (غبار الطلع) وكل هذه الأسباب تؤدي لإثارة نوبات الربو الشعبي عند الأشخاص ذوي القابلية للإصابة به. ويحدث تلوث الجو خاصة في المدن الكبرى كنتيجة للملوثات المتعددة ومن أهمها عوادم السيارات ووسائل النقل الأخرى والمعامل وأجهزة التبريد ورمال الصحراء ويزداد التلوث كلما ارتفعت حرارة الجو وكلما سكنت تيارات الهواء واكتظت الشوارع بوسائل النقل ما يزيد فرص الإصابات بنوبات الربو. وتزيد أيضا نسبة (غبار الطلع) الناتج عن عملية تلقيح النباتات في الربيع وتبقى مرتفعة في فصلي الصيف والخريف وخصوصا في الأيام المشمسة والجافة والتي تكثر فيها الرياح كذلك يمكن أن تحدث نتيجة للسع بعض الحشرات كالنحل والدبابير أو جراء التعرض للدخان أو بسبب التعرض للكلور الذي يضاف لحمامات السباحة أو بسبب تناول بعض الفواكه والخضر كما يمكن أن تحدث بسبب الحرارة أو الرطوبة. أعراض نوبات الربو عند تعرض أشخاص ذوي قابلية لمثيرات الربو تفرز أجسامهم كيماويات تؤدي لتهيج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي والعينين ومن ثم تبدأ النوبة بالعطس المتكرر واحتقان الأنف وسيلانه ودموع العينين وشعور بحكة في الحلق لكنها سرعان ما تتطور للسعال وضيق التنفس المصحوب بالصفير عند الزفير ويحدث ضيق التنفس بسبب انقباض العضلات الموجودة في جداران الشعب الهوائية وتستمر النوبة لعدة ساعات وقد تمتد لأيام (أو حتى أسابيع) ما لم يبعد المصاب عن العامل أو العوامل المسببة للحساسية أو يعالج معالجة فعالة ضد نوبات الربو. الإجراءات الوقائية لمنع نوبات الربو يمكن منع حدوث نوبات الربو أو على الأقل إمكانية التقليل من حدّتها عند الأفراد المعرضين لهذه النوبات عبر اتباع الإجراءات التالية: تجنب الخروج من البيت في الأيام الحارة وعالية الرطوبة والبقاء في أجواء نظيفة مغلقة ومكيفة خلال النهار. -تحاشي زيارة الحقول والبراري في الأيام التي يكون فيها تعداد غبار الطلع مرتفعا. -غسل الجسم والشعر وتغيير الثياب بعد العودة من أي زيارة خارج البيت للتخلص من غبار الطلع الذي قد يكون علق بالجسم والملابس. - تنظيف كل الأماكن التي يمكن لغبار الطلع والعث أن يقبع فيها بما في ذلك زوايا الغرف والرفوف وأغطية الأسرّة والسجادات (التي يجب أن تغسل بالماء الساخن) مع الحرص على استخدام المكنسة الكهربائية يوميا وارتداء الأقنعة الواقية أثناء التنظيف. - تفادي كل ما فيه احتمال إثارة نوبة الربو من طعام أو شراب أو لباس وتجنب لسع الحشرات وكذلك تجنب الأسباب المؤدية للقلق والتوتر قدر المستطاع. - تناول الأدوية الوقائية التي يصفها الطبيب واصطحاب بخاخات الاستنشاق بصفة مستمرة لاستخدامها عند الحاجة خاصة لمن ينوي ممارسة الرياضة. -إغلاق النوافذ أثناء الليل واعتماد التكييف المنزلي كوسيلة للتبريد. ويعتمد الطبيب في علاج نوبات الربو الأولي على مضادات الهيستامين وموسعات الشعب الهوائية. أمراض الحساسية الصيفية الأخرى تظهر أمراض الحساسية الناجمة عن التعرض لغبار الطلع الصادر عن الأعشاب والحشائش أشكالا أخرى غير الربو الشعبي وتعتبر حساسية والتهاب الأنف والعينين من أكثر الأنواع شيوعا وتزداد حدة هذه الأعراض مع ارتفاع نسب تلوث الجو خاصة في درجات الحرارة العالية وعند سكون الريح. وقد تحدث ردود فعل تحسسية جلدية وجهازية عامة من لسع الحشرات ومن العث الذي يستعمر الأقمشة والسجاد ومن الجدير بالذكر أن القابلية لحدوث أشكال الحساسية المختلفة تنتقل وراثيا في العائلات حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب في ردود أفعال الجهاز المناعي عند التعرض لمثيرات الحساسية مما يؤدي لإفراز مجموعة من الكيماويات مثل الهيستامين والليوكوترايين من حبيبات الخلايا البدينة.