جمعية مرضى (البسوريزيس) تدقّ ناقوس الخطر *** دقّت الجمعية الجزائرية لمرضى الصدفية ناقوس الخطر جرّاء تدهور الحالة النّفسية لأكثر من مليون مصاب بهذا المرض الجلدي المجهول لدى غالبية الجزائريين ما جعلهم يتوجّهون صوب الطبّ البديل والرقية وحتى السِّحر والشعوذة بغية التخلّص من (البقع الحمراء) التي تؤثّر على مظهرهم وتشكّل لهم عامل تهميش اجتماعي وتمييز في العمل. تشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن مرض الصدفية يمسّ قرابة مليون شخص في الجزائر أي ما يقارب من 2 إلى 3 بالمائة فيما تؤكّد الجمعية الجزائرية لمرضى الصدفية في طور الاعتماد أن الرقم أكبر من ذلك بكثير سيّما أن معظم المرضى يرفضون التصريح بمرضهم ويتحاشون المداومة على العلاج في المستشفيات العمومية بفعل حالة الانهيار العصبي التي تصيب فئة كبيرة منهم فور ظهور أعراض الصدفية. وقالت الأخصّائية في الطبّ الداخلي (سخارة يامنة) وهي عضو مؤسّس في الجمعية ل (أخبار اليوم) إن الصدفية ليست مرضا عاديا يصيب الجلد عكس ما يعتقده الكثير من النّاس مبيّنة أن هذا المرض يتميّز بظهور بقع حمراء تكسوها قشور بيضاء سميكة وتظهر في المرافق الركبتين أسفل الظهر فروة الرّأس القدمين والأظافر وهي المناطق الأكثر تعرّضا للداء مضيفة في ذات الصدد أن داء الصدفية ينتج عنه عدّة أثار نفسية كفقدان الثقة بالنّفس ممّا يؤدّي بالمريض إلى اعتماد سلوكات مثل الانعزال مع سيادة أفكار مسبقة مثل الخوف من العدوى وسوء النظافة وغالبا ما يخجل من الاعتراف بأنه يعاني من هذا المرض. وتؤكّد ممثّلة الجمعية أن هناك شبه اتّفاق على أن الصدفية تشكّل في الجزائر عامل تهميش اجتماعي وتمييز في العمل ما يزيد من حدّة الانهيارات العصبية لدى المرضى في ظلّ عجز الدولة عن التكفّل الأمثل بهم في المستشفيات العمومية بفعل ندرة وغلاء أسعار الأدوية فضلا عن نقص الأطبّاء المختصّين. وأشارت ذات المتحدّثة إلى أن الصدفية من الأمراض التي لا يمكن علاجها إلاّ بدخول المصاب المستشفى حيث تتطلّب متابعة مستمرّة من طرف فريق طبّي متعدّد الاختصاصات مثل طبّ المفاصل والكِلى والطبّ الداخلي. هذا الواقع دفع مرضى (البسوريزيس) إلى طرق باب الطبّ البديل أين يقبلون على التداوي بالأعشاب والفحم الحجري الذي يستورد من تونس والسعودية دون معرفة أخطاره على الصحّة -حسب ممثّلة الجمعية- والتي أكّدت أن عددا آخر من المصابين بهذا المرض الجلدي يلجأون إلى الرقية الشرعية ومنهم من يدفعه اليأس إلى الاستعانة بالسحرة والمشعوذين أملا في التخلّص من (البقع الحمراء). وأخيرا تناشد الجمعية الجزائرية لمرضى الصدفية السلطات العمومية تسريع إجراءات منحها الاعتماد بغية تسهيل عملها الميداني في مرافقة المرضى وإيصال أنينهم إلى السلطات لعلّها تخفّف من معاناتهم باعتماد خطط وإجراءات في صالح هذه الفئة المتضرّرة.