منحرفون يتربصون بالفتيات عبر مداخلها ثانويات العاصمة تتحوّل إلى وكر للاعتداءات والتحرشات تفشت في المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة عدة ظواهر خطيرة ودخيلة عليه لم يعرفها من قبل من بين تلك الآفات الاعتداءات والسرقات والتحرشات الجنسية التي أصبحت تلاحق الجنس اللطيف في كل مكان سواء في الشارع أو وسائل النقل وحتى عبر المؤسسات التربوية فالعديد من الشباب الطائش يجد متعة عندما يتربص بالفتيات أمام أبواب المؤسسات التربوية من أجل مغازلة الفتيات وفي بعض الأحيان الاعتداء عليهن وهو الأمر الذي أصبح يثير حفيظة الأولياء كثيرا. عتيقة مغوفل من يزور المؤسسات التربوية بالجزائر العاصمة خصوصا الثانويات في أوقات خروج التلاميذ أو عودتهم إلى الثانوية بعد فترة استراحة الغذاء يلاحظ وجود عدد كبير من الشبان الواقفين أمام أبواب تلك المؤسسات التربوية يتربصون بالفتيات من أجل التحرش بهن ومغازلتهن في حين هناك من يجدها فرصة لاصطياد بعض الفرائس وسرقة الهواتف النقالة من التلاميذ إلى غيرها من الغايات الأخرى التي تعقد لها الألسن. مداخل الثانويات فضاء للمعاكسات قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى بعض ثانويات العاصمة حتى نتمكن من إنجاز الموضوع كانت الساعة حينها تشير إلى حدود منتصف النهار أول محطة لنا كانت ثانوية فرانس فانون للبنات الواقعة بباب الوادي بالجزائر العاصمة هناك وجدنا عددا كبيرا من الشبان واقفين متئكين على الجدران ينتظرون الفتيات حتى يخرجن من المؤسسة في استراحة الغذاء بعضهم كان يتلفظ بكلام قبيح والألفاظ السوقية وعدما فتحت باب المؤسسة وخرجت الفتيات منها بدأ الشباب يتحرشون بهن ويعاكسونهن ويسيرون وراءهن دون خجل ولا حياء ودون أن يحاسبهم أحد إلا أن هذا الأمر أرق الفتيات كثيرا وقد اقتربت(أخبار اليوم) من بعض الطالبات حتى نعرف رأيهن في الموضوع وقد أكدن لنا أن الأمر بات يرعبنهن جراء المعاكسات التي يتلقونها يوميا والمرور أمام أولئك الشباب الذين لا يغادرون أماكنهم إلا بعد انتهاء فترة الدوام الدراسي. (حنان) تلميذة في القسم النهائي بثانوية فرانس فانون أخبرتنا أن الحالة التي وصلت إليها الثانوية على غرار ثانويات أخرى أصبحت مزرية فلا يمكن تصورالأوضاع خارج المؤسسة بسبب التحرشات التي تطال الفتيات يوميا من طرف الشباب المنحرفين الذين ينتظرون خروجهن من الثانوية مضيفة أن هذا الأمر أصبح يخيفهن يوميا بحيث بعض الشبان والمراهقون يرغمون الفتيات على إعطائهم أرقام الهواتف أو النقود في بعض الأحيان وأرجعت سبب تفشي الظاهرة إلى انعدام الأمن أمام الثانوية. من جهة أخرى قابلت (أخبار اليوم) أيضا نسرين وهي تلميذة بالسنة الأولى ثانوي بنفس الثانوية وقد أبدت رأيها في الموضوع قائلة (منذ التحاقنا بالثانوية ونحن نعاني كثيرا بسبب الشباب المنحرف فهم يتجولون أمام الثانوية بكل حرية ويتحرشون بنا خاصة الذين يتربصون بسياراتهم وبدراجاتهم النارية أمام مرأى الجميع بالإضافة إلى الغرباء القادمين من الأحياء المجاورة) من جهة أخرى أكدت لنا بعض الفتيات اللائي يزاولن دراستهن بنفس المؤسسة أنهن لم يسلمن من تصرفات المنحرفين الطائشة الذين يتجولون أمام الثانوية خاصة منهم المسبوقون قضائيا الذين باستطاعتهم فعل أي شيء من أجل الحصول على هاتف نقال أو أي شيء يريدونه. وعليه يطالب جميع التلاميذ الجهات المسؤولة بالتدخل من أجل وضع حد للمنحرفين وأصحاب الدراجات النارية الذين لا يفارقون الثانويات ووجوب توفير الأمن لهن. أولياء يطالبون بضرورة توفير الأمن بينما كن واقفين أمام أبواب الثانوية لمحنا قدوم عدد كبير من الأولياء قصد مرافقة بناتهم وهو الأمر الذي أثار استغرابنا كثيرا لأن الطالبات يستطعن الذهاب والإياب بمفردهن إلى البيت إلا أن تربص الطائشين بهن جعل الأولياء ينتظرون عند أبواب الثانوية من أجل مرافقتهن خوفا من تعرضهن إلى أي تحرش أو اعتداء من طرف هؤلاء. بحيث بات الأمر يمثل خطرا حقيقيا على أبنائهم بحسب ما أكده أحد أولياء التلاميذ وجدناه بصدد انتظار خروج ابنته من الثانوية وقد عبر عن رأيه قائلا: (بعض الشباب المنحرف أصبح يتهجم على كل فتاة لا ترضخ لطلبه وقد سبق وأن تعرضت ابنتي للسرقة من طرف أحدهم الذي طلب منها رقم الهاتف فلم ترضخ لأمره فقام بترصدها في أحد الأيام وانتشل منها هاتفها النقال وهو ما جعلني لا أفارقها يوميا أترك عملي من أجل اصطحابها إلى المدرسة صباحا ومساء وإن لم أتمكن من ذلك أكلف والدتها بذلك ناهيك عن التحرشات التي يتعرضون إليها بصفة يومية من شباب لا شغل لهم سوى معاكسة الفتيات ومطاردتهن في ظل غياب الأمن). من جهة أخرى ناشدت سيدة وجدناها أمام باب نفس الثانوية المسؤولين توفير الأمن وتخصيص دوريات للشرطة من شأنها أن تفرق تجمعات الشباب الطائش الذي أصبح يتربص بكل فتاة لا تلبي طلباتهم حتى أن بعضهم يروجون المخدرات ويتعاطونها أمام الجميع بدون خوف ناهيك عن الكلام القبيح الذي يصدر منهم.