انتقد أولياء تلاميذ إكمالية »جمال الدين الأفغاني« بعين البنيان المدراء المتداولين على المؤسسة بشدة كونهم لم يعملوا على تغيير الأوضاع المزرية والنقائص العديدة التي لازال يتخبط فيها أبناؤهم نظرا لانعدام أبسط شروط التمدرس. يعاني تلاميذ المؤسسة من مشكل الاكتظاظ ونقص في الطاولات والكراسي والمنصات وحتى المراحيض لا تحتوي على أبواب وإن وجدت بالبعض فهي محطمة مقارنة بالعدد الهائل من المتمدرسين، ناهيك عن مشاكل التدفئة في فصل الشتاء، فحقيقة الوضع متردي جدا حسب شهادات أولياء التلاميذ الذين حدثوننا بكل استياء عن وضعية تمدرس أطفالهم رغم أن بلدية عين البنيان تعتبر إحدى بلديات العاصمة، إلا أن واقعها يعكس تماما الصورة كما لو كانت هذه المؤسسة التعليمية في إحدى القرى بالمدن الداخلية، وأضاف ذات المتحدث أن الأمور بإكمالية جمال الدين الأفغاني لا تبشر أبدا بمستقبل زاهر في ظل هذه الظروف القاسية، وكذا بسبب تدني الخدمات التي من شأنها أن تعود بالسلب على مستوى ونتائج أبنائهم التي ضربت عليهم سياسة التهميش واللامبالاة من طرف الجهات الوصية، حيث يزاولون دراستهم في ظروف غير لائقة حتى لا نقول متردية على عكس بعض المؤسسات التعليمية في العاصمة التي استفادت من تجهيزات وإمكانيات معتبرة. وفي وقت غير بعيد كان هؤلاء الأطفال يواجهون صعوبات جمة على رأسها تسرب مياه الأمطار من أسقف الأقسام وجدرانها ومشكل انقطاع الكهرباء من حين لآخر، أما المراحيض فهي غير ملائمة لقضاء حاجيات المتمدرسين في ظل انعدام الماء ما يجعل الأطفال يعزفون عن دخولها رغم الحاجة الملحة، خصوصا في وسط الفتيات خوفا من الإصابة بالأمراض، كما أبدى الأولياء استياءهم من أبواب المراحيض غير المؤمنة أو بالأحرى المخلوعة أو المحطمة مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة التي تصل حسبهم إلى الأقسام، كما أنه يوجد بالقسم الواحد 40 تلميذا ما يضطر معظمهم إلى الجلوس بطريقة غير مقبولة إداريا، حيث يصل عدد التلاميذ إلى 04 في الطاولة الواحدة كما أنهم محرومون من مخبر علمي وأجهزة. وحسب جمعية التلاميذ فإن هذه الظروف لم تفارق أبناءهم رغم الشكاوي المتعددة من طرف الأولياء والمعلمين والمراقبين، فأي مدير يلتحق بالمؤسسة لايأبه بالمعاناة بل يكون هو صلب المشاكل والمعاناة، وحسب أحد الأولياء فإن المدير السابق التحق بالمتوسطة معاقبا بسبب فضيحة أخلاقية، وقد تم نقله من مدرسة الشراقة إلى مدرسة الأفغاني، والمدير الجديد بدل أن يغير الوجه الشاحب للمؤسسة التي تعاني من عدة مشاكل وإخراجها من وضعيتها الحرجة خرج بفضيحة التحرش الجنسي إثر اعتدائه على فتاة بالصف الثالث الحادثة التي اهتزت لها مدينة عين البنيان وزادت أمور التلاميذ تعقيدا. وللإشارة فإن الفتاة لحد الساعة تعاني حالة نفسية حادة بعد الصدمة التي تلقتها من مسؤول في التربية والتعليم، ويواصل الأولياء تنديدهم قائلين »هذه الوضعية أثرت كثيرا على نفسية ومستوى أبنائنا بشكل واضح وجلي وعلى جميع الأصعدة وما زاد من تخوف وقلق الأولياء الفضيحة الأخيرة وهي القطرة التي أفاضت الكأس. وفي هذا الصدد يناشد أولياء تلاميذ جمال الدين الأفغاني وزارة التربية التدخل الفوري للوقوف على وضعية هذه الإكمالية والمطالبة بتعيين مسؤول كفؤ ومتخلق يشرف على تسيير المؤسسة بدل من مسؤولين لهم سوابق أخلاقية، وعلمت »أخبار اليوم« من بعض المصادر أنه سيتم غلق المؤسسة مؤقتا من أجل عملية ترميمها وتهيئتها كليا وتوزيع التلاميذ على الإكماليات المجاورة بعين البنيان لمواصلة مشوار الدراسة المتبقي، وفي الأخير يجدد أولياء التلاميذ نداءهم إلى الجهات الوصية على رأسها وزارة التربية لتسوية وضعية أطفالهم.