يتذكر المتتبعون أنه خلال اللقاء السابق للأمن النووي العالمي، الذي عُقد الشهر الماضي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، كان وزيرنا للخارجية مراد مدلسي قد ركز كثيرا على نقطة بالغة الأهمية وهي أن بالبرنامج النووي الجزائري سلمي، ولا ينبغي على العالم الخوف منه، أو الاستماع لبعض التقارير المغلوطة، المغرضة، التي تسعى لتصوير البرنامج النووي للجزائر بشكل مرعب، وقد سنحت فرصة جديدة هذا الأسبوع للسيد مدلسي ليعود إلى أمريكا، مدافعا مرة أخرى، عن البرنامج النووي الجزائر، وذلك بمناسبة ندوة استعراض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. مشاركة مدلسي في الندوة الثانية تشبه من ناحية الشكل مشاركته الأولى، ولكنها تختلف كثيرا من ناحية المضمون، فإذا كان ممثل الجزائر في الندوة الأولى قد حرص على إقناع العالم كله بأن برنامج الجزائر النووي سلمي مائة بالمائة، فإنه حرص في الندوة الثانية على دعوة العالم إلى الاهتمام بضمان أمن البلدان التي لا تملك السلاح النووي، فإذا كان من حق الأممالمتحدة أن تسائل البلدان التي ترغب في امتلاك النووي ولا تتردد في معاقبة بعضها، فإن من حق البلدان التي تسلم أمرها للشرعية الدولية أن تسائل الأممالمتحدة، وتسائل القوى الكبرى أيضا وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن سر الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالسماح لدول دون سواها بامتلاك السلاح النووي، وعن »الفتوى« التي تستند إليها المنظمة الأممية في إباحة النووي لأمريكا وبني صهيون وتحريمه عن باكستان وإيران وغيرهما.. ومن حق الدول »المسالمة« أن تسأل الأممالمتحدة أيضا عن من يضمن لها الحماية من الدول »العدوانية« التي تمتلك النووي مثل إسرائيل التي يمكن لصواريخها الحاملة لرؤوس نووية أن تصل إلى أي مدينة جزائرية، وإذا كان العالم قد اطمأن بخصوص البرنامج النووي الجزائري، فمن يطمئن الجزائريين والمسلمين ومن يحميهم من صواريخ بني صهيون؟!.