تهديد.. ابتزاز وعصابات للاعتداء عليهم تلاميذ يشنون حروبا على الأساتذة عبر المدارس يعرف المجتمع الجزائري انحلالا أخلاقيا كبيرا في السنوات الأخيرة وقد مس هذا الانحلال العديد من العلاقات الاجتماعية بين الناس كالعلاقات الأسرية وعلاقات الجيرة ومن بين مظاهر عدم الاحترام والانحلال ظاهرة اعتداء التلميذ على الأستاذ التي أضحت مشهدا عاديا من مشاهد حياتنا اليومية ففي كل مرة يتعرض الأساتذة إلى الضرب من طرف التلاميذ في مختلف الأطوار الدراسية وتعرف هذه الظاهرة انتشارا واسعا خصوصا في الطور الثانوي الذي أصبح فيه الأساتذة في خطر بسبب الاعتداءات المتكررة. عتيقة مغوفل يتعرض الأساتذة وحتى المساعدين التربويين في كثير من الأحيان للمضايقات والتهديدات التي لا تفارق أفواه التلاميذ المراهقين والأدهى والأمر من ذلك أنه بعد استدعاء الأولياء من طرف إدارة المؤسسة التربوية للوقوف على تصرفات وسلوكات أبنائهم عساهم يضعون حدا لها يكون جوابهم (الله غالب وقتهم هكذا حنا ماليهم أوما قدرنالهمش) وهي الإجابة التي تفسر أن الأولياء قد استقالوا من تأدية واجباتهم التربوية تجاه أبنائهم. يعتدي على المعلم بشفرة حلاقة بسبب نقطتين وحتى نعرف المضايقات التي يتعرض لها الأساتذة من طرف تلاميذهم تقربت (أخبار اليوم) من الأستاذ (بوكابويا محمد) أستاذ التاريخ والجغرافيا بثانوية بالعاصمة الذي كشف لنا بدوره عن تخوفه المستمر من الظاهرة التي أصبحت تتفاقم يوميا وهذا السلوك حسبه يضع المربي في موقع خطير في كل مكان داخل وخارج المؤسسة فقد تعرض هذا الأستاذ للاعتداء من طرف أحد تلاميذه في مرحاض المؤسسة وسبب الاعتداء كان خصم نقطتين من فرض الرياضيات للتلميذ المعتدي ما أثار غضب هذا الأخير الذي فضل الانتقام من أستاذه باستغلال وقت دخول هذا الأخير إلى دورة المياه وضربه هناك مستعملا شفرة حلاقة وتسبب له في جروح على مستوى الظهر إلا أن الجروح كانت سطحية ولم تسبب أذى كبيرا للأستاذ إلا بعض الخدوش في الظهر وهو الأمر الذي دفع بالأستاذ إلى تقديم شكوى ضد التلميذ لدى مدير المؤسسة الذي أصدر بدوره قرارا بطرد التلميذ من الثانوية وهو ما كان ولكن وبعد مرور شهر من طرده قام والده وسجله في مؤسسة أخرى دون أن يتعرض ابنه لأي عقوبة جراء ما فعله بأستاذه وهو الأمر الذي سيفتح المجال لهذا التلميذ من أجل تكرار فعلته مع العديد من الأساتذة على حد تعبير الأستاذ (بوكابويا محمد). يضرب معلمته بعصا ويتسبب لها في عجز جمعنا لقاء بأستاذة تعرضت هي الأخرى للضرب من طرف تلميذها ويتعلق الأمر هنا بالسيدة (عطافي مليكة) أستاذة اللغة العربية بالطور المتوسط في أحد الأيام طلبت من التلميذ المدعو(ل.ع)أن يحضر ولي أمره بسبب تشاجره مع أحد زملائه في القسم بالإضافة إلى تراجع مستواه وهو الأمر الذي جعل التلميذ يثور على أستاذته ويتربص بها عند الخروج من المؤسسة التربوية ويتبعها وهي تتجه إلى بيتها دون أن تلحظ ذلك وحين دخلت إلى العمارة التي تسكن بها باغتها التلميذ ووجه لها ضربات بعصا على مستوى قدميها مما جعلها تصاب بكسور على مستوى الرجل اليمنى أقعدتها الفراش لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر لهذا تقدمت بشكوى بمركز الشرطة إلا أنها سحبتها رأفة بوالديه وأيضا لم ترد أن تمنعه من اجتياز امتحان التعليم المتوسط. بالإضافة إلى هذا فقد كشفت لنا السيدة (قرين بهية) مستشارة التربية عن مدى تخوفها من السلوكات التي أصبح يمارسها العديد من التلاميذ ففي نهاية السنة يقومون بشراء البيض رغم غلاء ثمنه ويرشقون به الأستاذ وكأنها طريقة عصرية وجديدة في تكريم الأستاذ حسبها. رأي أولياء التلاميذ أما أولياء الأمور فيفسرون ما يقوم به الأبناء من تصرفات عدائية ضد أساتذتهم على أنها مشاكل نفسية يمرون بها أو طيش مراهقين فمثلا السيدة(ز.ت) تعتبر المشاكل التي يقوم بها ابنها هشام مع أساتذته راجعة لفشل زواجها فهو ضحية طلاق وغياب الأب في البيت أمر لم يتقبله هشام ما جعله يتصرف بعدائية مع كل من يحتك به كما أن هذه الأخيرة عرضت ابنها على الكثير من الأطباء النفسانيين إلا أن تصرفاته بقيت على حالها لذلك هي ترى أنه يجب على الأساتذة التحلي بالقليل من الصبر في التعامل مع هؤلاء التلاميذ واعتبارهم مثل أبنائهم حتى يتمكنوا من النجاح في الدراسة وتحقيق نتائج جيدة مع نهاية السنة.