طفت في السنوات الأخيرة، ظاهرة اعتداء التلاميذ على الأستاذ أوالمربي الذي قيل عنه أنه كاد أن يكون رسولا، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعدّدة، فكل يوم يتعرض عديد من الأساتذة إلى الضرب في مختلف الأطوار، وأكثرها الثانويات التي أصبح الكل مهددا فيها بالضرب أو الإصابة بعاهة، خاصة الأكثر احتكاكا بالتلاميذ كالأساتذة والمساعدون التربويون. ويتعرض هؤلاء يوميا للمضايقات والتّهديدات التي لا تفارق أفواه المراهقين، والأدهى والأمر من ذلك أنه بعد استدعاء الأولياء من طرف المؤسسات من طرف الإدارة للوقوف على تصرفات وسلوكات أبنائهم يكون جوابهم “الله غالب وقتهم هكذا، حنا مّاليهم أو ما قدرنا لهمش”. وباقتراب “الفجر” من الضحايا (الأساتذة)، كشفوا عن تخوفهم المستمر من الظاهرة التي تتفاقم وتتزايد يوميا. وهذا السلوك حسب تصريح الأستاذ (س.ب) الذي كان ضحية اعتداء تلميذ، يضع المربي في موقع خطير في كل مكان داخل وخارج المؤسسة. كما لم تخف الأستاذة (ص.ا) أن المعلم دائم القلق وناقص العطاء، لأن الخطر يحيط به والتفكير في ذلك يؤثر على مردود ما يقدمه للتلاميذ، لهذا لابد للجهات المعنية والوصية أن تأخذ المشكل مأخذ الجد وتتجه إلى العمل على إيجاد الحلول لذلك، لأن الأساليب تعددت والظاهرة سريعة الإنتشار، تقول نفس المتحدثة، فكل يوم نسمع مستشار تربية ضُرب أوأستاذ جرح أو مدير هُدّد. وكشف مستشار تربية في إحدى ثانويات العاصمة (ف.م) ل “الفجر” أن آخر ما يقوم به التلاميذ في كل نهاية سنة هو شراء البيض، والذي لم يمنعهم من ذلك حتى غلاؤه، والرمي به على الأساتذة وتلطيخهم به وكأنه أسلوب جديد لرد جميل الأستاذ الذي أمضى وقته طوال السنة معهم يقدم لهم الدروس ويعلمهم. كما كانت ل”الفجر” دردشة مع بعض الأولياء الذين كان أبناؤهم أطرافا في قضية العنف على الأستاذ، وكان ردهم محاولة لتبرير تصرف أبنائهم، فقال (م.ل) إن سبب تصرف ابنه بالعنف مع أستاذه هو “إهانة هذا الأخير له داخل القسم وأمام مرأى الزملاء حيث قال له “أنت حمار” فلم يتمالك ابني نفسه وقام بضربه أمام الجميع إحساسا منه بأنها الوسيلة الوحيدة لاسترجاع كرامته أمام الزملاء”. أما الأم( فايزة.ب) فكشف أن الحالة النفسية التي يعيشها ابنها الوحيد بعد فشل الزواج بينها وأبيه جعلته عدائيا مع الجميع، وما دفعه لتهديد مستشار التربية وإسماعه كلاما فاحشا هو إصرار هذا الأخير على حضور الولي “وهو يرفض قطعا ذهابي إلى مؤسسته لأنه لا يطيق رؤية الجميع مع آبائهم إلا هو مع أمه، وهذا ما يجعله يقوم بأي تصرف ولا يبالي بعواقبه“.