بقلم: أحمد خليفة قدوري* من المتعارف عليه أن المعارضة تتجسد وتهيكل في أحزاب معتمدة تقوم هذه الأحزاب بإعداد برامج مستمدة من مبادئ وأفكار يحملها من ينتمون للحزب من مناضلين يسعون إلى تجسيد برنامج حزبهم على أرض الواقع لاقتناعهم بأنهم البديل للنظام القائم. هؤلاء المناضلين ليسوا مناضلي (التجوال السياسي) الذين يميلون أين تكمن المصلحة الشخصية. كما يفترض في قيادي الحزب المعارض أن يكونوا مثالا يقتدي به في الأخلاق والنزاهة وأن يكون خطابهم السياسي شفاف وصريح قوي مقنع وتاج كل هذا الصدق مع الشعب. فالمعارضة تقوم بدور الرقابة لا المعارضة من أجل المعارضة تراقب النظام عندما يخرج عن المبادئ الأساسية للدولة وعندما تتخذ قرارات تمس بمبادئ الأمة أو بكرامتها أو اقتصادها أو أي شيء من هذا القبيل. وللمعارضة طبعا أهدافها وطموحاتها التي يجب أن لا تخرج عن الإطار القانوني الخاص بها. غير أن المعارضة في الجزائر قوة كبيرة ولكنها غثاء كغثاء السيل تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ويرجع ذلك إلى أهداف المعارضة التي يطغى عليها الطابع الشخصي أو بعبارة أوضح الطمع الشخصي دون مراعاة للمصلحة العامة للبلاد والعباد. أن رؤساء الأحزاب والقياديين تجدهم يتدافعون على (ميكروفونات) الإذاعات و(كاميرات) القنوات (للإدلاء بالتصريحات الجوفاء التي لاتسمن ولا تغني كلما لدى المعارضة الصراخ والعويل من أجل الحصول على مكاسب ومناصب ولتذهب المبادئ إلى الجحيم ولنا في ذلك أمثلة من معارضين أخمد صوتهم النظام بمناصب وعطايا ونحن لا نقول شيئا جديدا فالجميع يعرف ذلك ويعرفهم وهشاشة المعارضة تكمن في التركيبة المتكونة منها فما أسس على باطل فهو باطل فالأساس الذي تكون أدواته (أشكارة) والبنعميس (والجهوية) والمصلحة الشخصية مآله الخراب والسقوط ولا يوجد في قاموس المعارضة ما يسمى بالكفاءة والمبادئ فكل همهم المصلحة وبالتالي فلا خير في مثل هذه المعارضة التي لا تستطيع أن تنظم تجمعا لمناضليها ولا أقول الشعب لأن الشعب بلغ سن الرشد السياسي ويعلم من أين تؤكل الكتف. غير أن هناك معارضة نزيهة ومنظمة ولكنها لا تستطيع التحرك لأنها مغضوب عليها ولكنها تسعى جاهدة لقول كلمتها ولو بدفع الثمن نتمنى التوفيق والسداد لوطننا والهداية والتوفيق لنظامنا ومعارضتنا فهذا ما جنيناه لأنفسنا.