أكد، أول أمس، السكرتير الأول للأفافاس كريم طابو أن الجزائر هو ''البلد الأكثر نضجا لإحداث التغيير مقارنة بالدول العربية الأخرى''· وأرجع ذلك إلى التجربة التي يملكها الشعب الجزائري في النضال، معتبرا أن ''الجزائري يتمتع بتقاليد سياسية مقدسة ولديه خبرة وتجربة كبيرتين في النضال''· وقال إن الجزائريين لهم رغبة كبيرة في التغيير وتكريس الديمقراطية، ''لكنهم يمشون بحذر شديد لتجنب تلاعبات المافيا السياسية''· رفض كريم طابو، على هامش تجمع شعبي نظمه بدار الثقافة مولود معمري بمناسبة الذكرى ال38 لتأسيس حزب الجبهة القوى الاشتراكية، أن يقارن الشعب الجزائري بالشعوب العربية التي شهدت ثورات على غرار تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، قائلا ''كيف نقارن الجزائر بهذه الدول التي اكتشفت التجمعات الشعبية حديثا، بينما التجمعات الشعبية بالجزائر كانت تعقد في سنوات ماضية وفي فترات ساخنة''· وحذر طابو مناضلي الحزب من الانسياق وراء تلاعبات بعض الأطراف الداخلية والأجنبية، مؤكدا أن ''الجزائر تشهد حاليا مخططات استغلال الشعب لكسب مصالح شخصية وسياسية''، وأن هدف الأفافاس هو مصلحة الشعب والبلاد· واتهم طابو السلطة بعدم امتلاكها لأية رغبة لإحداث تغيير ''السلطة تضع مخططات لربح الوقت، وفي الحقيقة الجزائر هي التي تضيع الوقت''· وقال إن ''الأحداث التي عرفتها البلاد منذ بداية السنة الجارية كأحداث جانفي ومسيرة 12 فيفري ومبادرة ثورة 17 سبتمبر مدبرة ومفتعلة من المافيا السياسية والمالية لمنع الشعب الجزائري من التمرد على النظام لإحداث التغيير بالقوة''، مؤكدا أن الشعب الجزائري لم ينسق وراء هذه التلاعبات و''الشعب لم يعد يؤمن بالوعود ولا بالسياسة، فقد خدع في الكثير من المرات''· من جهة مقابلة، أكد كريم طابو أن السلطة فشلت في إحداث تغيير بالبلاد واصفا مشاورات بن صالح ب ''الفلكلورية''، وأضاف أن ''هذا التأخر سيكلف الجزائر غاليا، لأن الشعب على فوهة بركان ينتظر التفجير في أي وقت''· وقال طابو إن ''السلطة تتجاهل أن المجتمع هو البطل في إحداث التغيير''، منتقدا بشدة سياسة تغيير القوانين ''مشكل الجزائر ليس في النصوص القانونية وإنما في تطبيقها وتجسيدها في الميدان''· هذا، وصرح طابو أن النظام حقق فشلا ذريعا على جميع الأصعدة، مقدما الملف الأمني كدليل: ''الوعود التي قدمها النظام بداية التسعينيات في توفير الأمن للشعب لم يتم تجسيدها''، وأضاف ''البلاد تسجل يوميا هجمات إرهابية واختطافات وحواجز مزيفة''· في هذا الصدد، حذر طابو من التلاعب بمنطقة القبائل في الوضع الأمني، مشيرا إلى أن عمليات الاختطاف والهجمات الإرهابية مدبرة· وفي حديثه عن الحزب، قال كريم طابو أن الأفافاس يبقى الحزب المعارض الوحيد بالجزائر، وخاطب المناضلين والحضور ''إنه من الشرف الكبير أن تكونوا مناضلين في الأفافاس''، وصرح أن ''الأفافاس هو الوحيد بالجزائر الذي حافظ على مبادئه منذ .''1963 كما ثمّن طابو مواقف الحزب منذ انطلاق رياح التغيير بالبلدان العربية، مشيرا إلى أن الانتقادات التي وجهها بعض مناضلي الحزب لرفض الأفافاس دخول مسيرة 12 فيفري ''أظهرت أن الأفافاس كان على صواب وثبت أن تلك المسيرة مدبرة واستغل فيها أحزاب فقدت مبادئها وتحولت إلى ميلشيات سياسية''· وكشف طابو أن حزبه أعد مخططا لتجسيد فكرة ''التربية السياسية في البلاد''، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري بحاجة إلى تكوين بيداغوجي في السياسة لإعادة الثقة معه· هذا، وختم طابو تجمعه الشعبي بفتح النار مجددا على حزب العمال دون ذكر اسمه، واتهمه بعميل السلطة ''أريد أن أوجه نداء لحزب يدعي اليسار، فهو يتغنى بالمعارضة واليسار وجيوبه من اليمين''·