قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أمس السبت إنَّ الاضطرابات التي شهدتها تونس والتي قادت في النهاية إلى هروب الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية تدقُّ ناقوس الخطر في المنطقة وتثير رعب الزعماء العرب من غضب شعوبهم. وفي مقال بعنوان "اضطرابات تونس تدق ناقوس الخطر في المنطقة" اختار له الكاتب أيان بلاك محرر الشرق الأوسط في الصحيفة عنوانًا فرعيًا هو "الصدامات الدموية في شوارع تونس تثير مخاوف من أن ينتقل التأثير إلى دول أخرى. وقال بلاك: "أصداء الاضطرابات الجماهيرية غير المسبوقة في تونس تتردَّد عبر العالم العربي الذي يراقب بإعجاب كيف يقدم أحد أشدِّ الأنظمة قمعًا في المنطقة تنازلات كبيرة لسلطة الشعب". ويشير بلاك إلى الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومات بلدان عربية أخرى كالأردن وليبيا والمغرب، شبيهة بتلك التي أثارت موجة الاحتجاجات في تونس، مشيرًا إلى أنَّ "أحداث تونس تثير أعصاب المسؤولين في دول عربية عدة خوفًا من أن تنتقل عدوى الأحداث في تونس إليها". وأوضح أنّه ما يزيد من مخاوف المسؤولين العرب من مواجهتهم مصيرًا مشابِهًا لمصير الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أنه كان ينظر إليه كأحد أكثر "الاستبداديين" سيطرة على الوضع، إلى درجة أن شعبه كان يسميه "Ben a vie " بدلاً من بن علي، وهو تعبير فرنسي يعني "مدى الحياة". وكان بن علي أعلن الجمعة تَنحيَّه عن الحكم أمس وغادر البلاد التي حكمها زهاء 23 عامًا متوجهًا إلى السعودية بسبب الاضطرابات التي تشهدها تونس جراء البطالة وارتفاع الأسعار.