بقلم: مانليو دينوتشي* مواطنون مكاتب محلية برلمانات حكومات دول بأكملها محرومة من السلطة على خياراتها الاقتصادية الموضوعة بين أيدي منظمات تسيطر عليها الشركات متعددة الجنسيات والمجموعات المالية التي تنتهك حقوق العمال ومتطلبات المحيط الأمن الغذائي بتفكيك المصالح العامة والممتلكات المشتركة: لهذا يجب رفض (الشراكة العبر-أطلسية المتعلقة بالتجارة والاستثمار) TTIP التي تم التفاوض بشأنها بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. لهذه الأسباب تضاف أخرى لا يقال عنها شيء تقريبا: تلك التي تحمل صفة جيو-سياسية وجيو-إستراتيجية تكشف عن مشروع متوسِّع بتزايد ومهدِّد. سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي أنطوني كاردنر يلح: (هناك أسباب جيو-إستراتيجية جوهرية لإنهاء الاتفاق). ما تكتنفه تلك الأسباب يوضحه المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية الذي قدّر أنه (على أثر أفول الغرب وبزوغ آسيا من الآن حتى 2030 ستتجاوز الدولُ النامية الدولَ المتقدمة). لذلك تعرف هيلاري كلينتون الشراكة الأمريكية الأوروبية ك(هدف استراتيجي أعظم لارتباطنا العبر-أطلسي في تطلع إلى (ناتو اقتصادي) يجمع بين الناتو العسكري والسياسي. مشروع واشنطن واضح: الدفع بالناتو إلى مستوى أرفع بخلق طوق سياسي اقتصادي وعسكري أمريكي أوروبي دوما تحت قيادة الولاياتالمتحدة التي تعارض مع إسرائيل وممالك الخليج ودول أخرى- النطاق الأرو-آسيوي الصاعد المؤسس على تعاون بين روسياالصين وكذا دول البريكس إيران وكل الدول الأخرى التي تتملص من هيمنة الغرب. الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا المشروع كانت بخلق صدع بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. في جويلية 2013 عقدت في واشنطن المفاوضات على (الشراكة العبر-أطلسية المتعلقة بالتجارة والاستثمار) التي تعثرت بسبب تضارب المصالح بين الولاياتالمتحدة والقوى الأوروبية الكبرى التي تقدم لها روسيا اتفاقات تجارية مربحة. بعد ستة أشهر في جانفي - فيفري 2014 أشعل انقلاب ساحة مايدان (الذي رتبت له الولاياتالمتحدة والناتو) التفاعل (تهجمات على روس أوكرانيا فصل القرم والتحاقه بروسيا عقوبات وعقوبات مضادة) ما خلق في أوروبا جوا من الحرب الباردة. في الوقت نفسه وجدت دول الاتحاد الأوروبي نفسها خاضعة لضغط موجة الهجرة الناجمة عن حروب الولاياتالمتحدة والناتو (ليبيا سوريا) والتي شاركت هي فيها والناجمة أيضا عن الهجمات الإرهابية التي نفذتها (الدولة الإسلامية) (صنيعة تلك الحروب ذاتها). في هذه ال(أوروبا) المنقسمة ب(جدران تثبيت) تدفق الهجرة حيث يتوسع الهوس بسبب حالة الحصار تطلق الولاياتالمتحدة العملية العسكرية الأكبر منذ الحرب الباردة بنشر مقاتلات مقنبلة وسفن حربية ذات قدرة نووية على تخوم روسيا. الناتو تحت قيادة أمريكية مكونا من 28 دولة من الاتحاد الأوروبي يكثف التدريبات العسكرية (أكثر من 300 خلال 2015) على الجبهة الشرقية خاصة. كل هذا يشجع مشروع واشنطن بخلق طوق سياسي اقتصادي وعسكري أمريكي أوروبي. مشروع يحظى برضا إيطاليا غير المشروط فضلا عن دول الشرق المرتبطة بالولاياتالمتحدة أكثر من الاتحاد الأوروبي. القوى الكبرى لاسيما فرنساوألمانيا بصدد التفاوض. لكنها تندمج -في انتظار ذلك- في الناتو أكثر فأكثر. لقد تبنى البرلمان الفرنسي يوم 7 أفريل بروتوكولا أن تنصب على أراضيه قيادة وقواعد تابعة للناتو نصب كانت فرنسا قد رفضته عام 1966. ألمانيا -كما أوردته درشبيغل- مستعدة لأن ترسل قوات إلى ليتوانيا لتعزيز انتشار الناتو في دول البلطيق المستندة إلى روسيا. ألمانيا _دائما حسب درشبيغل- تتهيأ لنصب قاعدة جوية في تركيا أين قامت طائرات التورنادو الألمانية بعمليات رسميا ضد داعش معززة انتشار الناتو في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية الأولية. الاندماج المتزايد لفرنساوألمانيا في الناتو تحت القيادة الأمريكية يبين أنهما على تضارب المصالح (بالأساس حول العقوبات الاقتصادية الباهظة على روسيا) تتحججان ب(الأسباب الجيوستراتيجية) ل(شراكة التجارة والاستثمار العبر-أطلسية). ترجمة إلى الفرنسية: ماري آنج باتريزيو