أخفق دكتور الجمعية ذات الطابع السياسي المسمّاة بالتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية في مناوراته الرّامية إلى زرع البلبلة في أوساط الجزائريين، حين لم يستجب لمسيرته الممنوعة التي دعا إليها أمس السبت في قلب العاصمة سوى بضع عشرات من المواطنين المغرّر بهم، والذين وجدوا أنفسهم رهينة لمخطّطات مشبوهة أراد الأرسيدي تنفيذها، وحين باءت بالفشل المبين قام بعض رجال سعدي بالاعتداء على عدد من رجال الأمن وبعض المواطنين· تحوّلت المسيرة الفاشلة التي دعا إليها الأرسيدي أمس السبت بالجزائر العاصمة إلى تجمّع لبعض المناضلين والمتعاطفين مع الحزب أمام مقرّ جمعية سعدي بشارع ديدوش مراد، وذلك بعد أن طبّقت قوّات الأمن القانون وقامت بمنع المسيرة غير المرخّصة من ولاية الجزائر· وبعد أن أدرك سعدي ومن معه فشل المسيرة وعجز الأرسيدي عن خلق الفوضى التي كان يريدها في قلب العاصمة، حاول الاعتداء على رجال الأمن الذين لم يفعلوا شيئا غير تطبيق القانون، ونتيجة لذلك تعرّض عدد من رجال الشرطة لإصابات متفاوتة الخطورة· حيث أفاد مصدر أمني لأنه خلال تدخّل قوّات الأمن لمنع جماعة سعدي من تنظيم المسيرة الممنوعة تمّت إصابة سبعة من عناصر الشرطة بجروح، اثنان منهم في حالة خطيرة، كما أصيب نائب من التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية بجروح بينما كان متواجدا داخل مقرّ الحزب· وقد طلب رئيس التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية حسب نفس المصدر من قائد القوّات العمومية إجلاء الجريح من طرف الحماية المدنية، وأضاف نفس المصدر أن قوّات الأمن قامت بتوقيف 5 أشخاص· وقد حاصرت قوّات الأمن ساحة أوّل ماي التي كانت من المقرّر أن تكون نقطة انطلاق المسيرة على الساعة ال 11 وانتشرت عبر كلّ الشوارع المؤدّية إلى الساحة· وحاولت مجموعات صغيرة متكوّنة من مناضلي التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية وممثّلين عن منظّمات السير نحو شارع حسيبة بن بوعلي، غير أن الشرطة التي كانت حاضرة بقوّة قامت بتفريقهم في هدوء· كما تمّ منع رئيس التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية ومناضليه من السير من مقر الحزب إلى شارع ديدوش مراد، ولم يتمّ تسجيل أيّ حادث على مستوى ساحة أول ماي· وكانت ولاية الجزائر قد دعت المواطنين في بيان لها يوم الخميس إلى التحلّي بالتعقل والحذر وعدم الاستجابة للاستفزازات خلال المسيرة غير المرخّصة التي دعا إلى تنظيمها التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية· وأوضحت الولاية في بيانها أن المواطنين مدعوون إلى التحلّي بالحكمة والحذر وعدم الاستجابة للاستفزازات الرّامية إلى المساس بسكينتهم وطمانينتهم مذكّرة بأن المسيرات في العاصمة ممنوعة وأن كل تجمهر بالشارع العمومي يعتبر اخلالا ومساسا بالنظام العام· ويعد فشل المسيرة الموعودة التي ظلّ سعدي يروج لها منذ فترة صفعة جديدة في وجه الأرسيدي الذي يكون قد أدرك، مرة أخرى، حجمه الحقيقي، وضعف شعبيته، وعجزه عن إقناع الجزائريين بأطروحاته غير المقبولة في أوساط الشعب الجزائري الذي يعي جيدا ما ينفعه وما يضره، ولا يمكن لجمعية ذات طابع سياسي بحجم جمعية الأرسيدي أن تضحك عليه·