ولاية الطارف هي ولاية تقع أقصى الشرق الجزائري وهي ولاية ساحلية وحدودية قريبة من الحدود التونسية وكغيرها من ولايات الوطن الأخرى تأبى ولاية الطارف الخروج عن العادات والتقاليد خلال الشهر الفضيل إلا أنها تنفرد بعادات تميزها عن غيرها من الولايات لاسيما فيما يخص الأطباق اللذيذة التي تتفنن في تحضيرها المرأة (الطارفية) تلك الأخيرة التي تستعد للشهر الفضيل أياما قبل حلوله ويكون ذلك بتنظيف البيوت وشراء الأواني الجديدة وكل ما يخص المطبخ الرمضاني من توابل كما تقوم ربات البيوت على تصبير الطماطم والهريسة والزيتون في البيت لكي تبتعد عن مضار المواد الحافظة التي تملأ المصبرات الجاهزة بحيث تستعمل تلك المواد في تحضير الطبق الرئيسي وهو (الجاري) أو (الشربة) وتميل العائلات إلى الجاري بالفريك الذي تحضره النسوة وتجففه في البيت ومن أهم الأطباق الرمضانية التي لا تزال سائدة في ولاية الطارف الملوخية والقناوية إضافة إلى عصير المشمش فالموائد الرمضانية الطارفية لا تستطيع الاستغناء عن هذين الطبقين. وتولي العائلات في الطارف ليلة القدر بالأهمية القصوى وتبدأ التحضيرات للاحتفال بها خلال الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل خاصة وأنها ليلة عظيمة فبمدينة القالة الساحلية مثلما في كامل ولايات شرق البلاد تتفق ربات البيوت على إعداد وجبة إفطار احتفاء بالمناسبة العظيمة. وتكون مائدة الإفطار المخصصة لمساء اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان خاصة حيث تزين عادة بطبق دسم يتكون من العجائن المحضرة بالمنزل مثل الكسكسي و الشخشوخة والتريدة والمقرطفة أو المريشة ويعد هذا الطبق الأخير(المريشة) واحدا من العجائن التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة بهذه المنطقة الساحلية حيث تعتبر المريشة التي يطلق عليها أيضا الفطير طبقا تحضره نساء منطقة القالة أياما قليلة قبل حلول ليلة القدر ويتم تحضير العجينة أساسا من دقيق القمح الصلب أو ما يعرف محليا ب(السميد) والملح والماء ويتم تحضيرها بمرونة قبل تركها ترتاح من الأفضل ليلة كاملة قبل صنع أوراق رقيقة (الفطائر) وطهيها على طاجين تقليدي يسمى (المراع) وتحبذ النسوة تحضير مرق طبق المريشة بلحم الدواجن ومن الأحسن أن يكون لحم الديك مثلما عهدت عليه الجدات بالأمس كمايحظى صيام الطفل لأول مرة بعادات رائعة بحيث يقام على شرفه احتفال في البيت وأطباق خاصة تحضر خصيصا له من دون أن ننسى الشربات التي تنعش الأطفال الصائمين في كامل ولايات القطر الوطني. أجواء السهرة هي الأخرى تعرف انتعاشا بولاية الطارف بحيث تمتلأ بيوت الله بالمصلين وتكتظ الشوارع بالعائلات التي تختار الخروج ليلا لاسيما في العشر الأواخر التي تسبق حلول عيد الفطر المبارك من أجل كسوة الأبناء.