أخبار اليوم تنفرد بنشر تفاصيل مشروع المسجد الكبير بفرنسا ** * نقص التمويل يعرقل تحقيق حلم آلاف المسلمين بفرنسا -- يواجه المسلمون في أوروبا تحديات كبرى سواء في حياتهم اليومية العادية أو من ناحية تأدية شعائرهم في وقت اندلعت فيه حرب ضارية على الإسلام اختلط فيها الحابل بالنابل بحيث باتت بيوت العبادة الهدف الأول لهذه الحملة المضادة وفي خضم هذا السواد من موجة الكراهية والعداء للمسلمين ومقدساتهم تواصل الجالية المسلمة وعلى رأسها الجزائرية بأوروبا رفع راية التحدي لإعلاء كلمة الله وإبلاغ الرسالة المحمدية للأجيال وكذا الطرف الآخر من الأوروبين التائهين في حملة الإسلاموفوبيا وهذه التباشير ألفيناها في فرنسا التي ارتفعت فيها موجة العداء بسبب الأحداث الأخيرة وبالمقابل ارتفعت فيها إرادة الجزائريين لتبيين الصورة الحقيقية لهذا الدين من خلال مظاهر التكافل في شهر الرحمة وهذا ما ستسلط أخبار اليوم عليه الضوء في هذا الموضوع الحصري خاصة فيما يتعلق بمشروع المسجد الكبير الذي هو بمثابة حلم ل7 آلاف مسلم بهذه المدينة. وبدأ العد التنازلي لعيد الفطر لهذه السنة المباركة بحيث لا تفصلنا إلا ساعات قليلة جدا عن موعده وعليه فإن المسلمين على مختلف بقاع المعمورة يتسارعون في جملة الاستعدادات لهذه المناسبة السعيدة بعد شهر كامل من الصيام والقيام وهو الحال مع الجالية الجزائرية خارج الوطن وخاصة في أوروبا وبالضبط في فرنسا أين يتواجد أكبر تجمع من الجالية الجزائرية.. وتأتي أفراح المسلمين في الغرب وبالأخص فرنسا في وقت يشتد فيه الخناق والتضييق على المسلمين بمختلف جنسياتهم بحيث بات الانتساب إلى الإسلام والالتزام بفرائضه تهمة يطارد عليها المسلمون ويحرمون من أداء أبسط حقوقهم في بلد أصبح اليوم ينظر إلى الإسلام كعدوه الأول ! وبعيدا عن هذا الواقع الذي يجبر الجزائريون على معايشته يوميا في فرنسا خاصة في الآونة الأخيرة كغيرهم من المسلمين من باقي الجاليات فإن هناك تباشير إسلامية تعيد ترميم الوجه الحقيقي لهذا الدين بأيادي جزائرية نقية أبت إلا أن تفخر بإسلامها وبأخلاق وهدي نبي الهدى وأن لا تخاف في ذلك لومة لائم بحيث تحولوا إلى أصوات مسخرة لخدمة وإعلاء كلمة الله وهذا ما يحدث في مدينة ايفرو الفرنسية-EVREUX - والتي تبعد ساعة تقريبا عن العاصمة باريس. هذه المدينة الفرنسية تضم بين أحضان طبيعتها الخلابة أزيد من 7 آلاف مسلم من مختلف الجنسيات ولقد استطاع الجزائريون إثبات وجودهم بينهم من خلال نشاطاتهم التطوعية المتواصلة على طول السنة والتي أضفت على المنطقة صبغة خاصة جدا.. وهذه النشاطات تكون في الغالب تحت إشراف ومن تنظيم جمعيات إسلامية وثقافية وعلى رأس هذه التنظيمات هناك تنظيم استطاع أن يثبت وجوده في سنوات قليلة بعد أن جمع شمل المسلمين في مدينة ايفرو الفرنسية وهو اتحاد المسلمين وهو الآن تحت رئاسة الإمام رشيد عيوش بحيث يضم هذا الاتحاد عدة أقسام وجمعيات تقدر ب10 جمعيات ومن أهمها الجمعية المكلفة ببناء أكبر مسجد للمسلمين بهذه المدينة وأيضا جمعية مكلفة بعمليات الدفن والتكفل بجثامين الجزائريين ونقلها إلى ارض الوطن أو دفنها في مقابر المسلمين بالمدينة وأيضا قسم مخصص لعيد الأضحى وهو مشروع خيري أيضا يدخل ضمن أهم برامج الاتحاد وهو تخصيص مساحة لعملية نحر الأضاحي بشكل جماعي وإعطائها صبغة التكافل والتنظيم بحيث من المنتظر أن تسهل الكثير من الأعباء على المسلمين في هذه المدينة والذين كانوا يعانون كثيرا من هذا الجانب. وتواصلت أخبار اليوم هاتفيا مع أحد أعضاء الاتحاد البارزين والذي يعتبر من أوائل المؤسسين لها خلال 2014 وهو السيد علي فرحاتي والذي شرح بإسهاب في حديثه عن تاريخ الاتحاد ونشاطاته وكذا مشاريعه الكبرى فهذه المؤسسة الكبرى استطاعت في ظرف قصير أن تجذب أنظار المسلمين وبالأخص الجالية الجزائرية والتي انخرطت بشكل طوعي في نشاطات الاتحاد وتعدت نظرات الإعجاب لتصل إلى السلطات المحلية لمدينة ايفرو بحيث أكد السيد فرحاتي بأن المسؤولين على البلدية يتجاوبون بشكل سلس مع نشاطات الاتحاد وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الاتحاد وهو الحال بالنسبة لأكبر مشروع للاتحاد وهو الخاص ببناء اكبر مسجد بالمدينة كما يتلقى الاتحاد بكل أقسامه تسهيلات جيدة في مختلف النشاطات الدينية والخيرية التي ينظمها الاتحاد بشكل دوري. رمضان بطعم الجنة أصبح لشهر رمضان طعم مختلف بمدينة ايفرو خلال السنوات الأخيرة فرائحة التكافل تفوح بشكل قوي في وسط المدينة الجميلة حتى الفرنسيون أنفسهم أصبحوا يعرفونها وينسجمون معها بشكل تلقائي فلقد وسع اتحاد المسلمين بايفرو هذه المعاني بشكل كبير من خلال مختلف النشطات الخيرية من مطاعم إفطار جماعية وحضور قوي للتكافل والتعاون مع فقراء المسلمين. ومما يميز مطاعم الإفطار التي يشرف عليها اتحاد المسلمين هو التنظيم المحكم الذي يطبعها من بداية اقتناء السلع التي تتم باحترافية كما يشارك فيها بعض المحسنين ومرورا بعملية الطبخ ونهاية باستقبال الصائمين فمائدة الإفطار التي يشرف عليها الاتحاد لا تختلف عن موائد إفطار الجزائريين وهو ما جذب إليها إقبال كبير من طرف الصائمين من مختلف الجنسيات فلقد استطاع الطباخان الجزائريان كمال علاوة وعبد القادر سيد أن يصنعا جوا جزائريا بامتياز من خلال أطباقهم اليومية الشهية. وبحسب نفس المتحدث فإن موائد الإفطار كانت تستقبل حوالي 50 شخصا يوميا وأحيانا يزيد الرقم وللعلم فإنها السنة الثانية على التوالي التي يقوم فيها الاتحاد بتنظيم هذه الموائد والتي لقيت استحسانا كبيرا وسط المسلمين بمدينة ايفرو. وهذه السنة كانت الليالي الرمضانية ذات بصمة مميزة جدا من خلال سهرات مفتوحة على الهواء الطلق حتى طلوع الفجر في جلسات شاي وشواء من إعداد السيد مسعود لكحل لقيت إقبال من مختلف الجنسيات. ولقد حظي مقر الجمعية بزيارة خاصة من رئيس البلدية وهذا خلال ليلة السابعة والعشرين من رمضان كلفتة رمزية من سلطات المدينة للجالية المسلمة ولنشاطات الاتحاد كمؤسسة ممثلة للمسلمين وهيئة معترف بها في فرنسا. عيد بطعم خاص في الأسبوع الأخير الذي سبق عيد الفطر اجتمع أعضاء الاتحاد من اجل الاستعداد لجمع زكاة الفطر والتي تجمع في شكل أموال ومن ثمة تصرف في شراء مواد غذائية تمنح لفقراء المسلمين بالمدينة عشية العيد بحيث تدخل الأموال مباشرة إلى صندوق زكاة الفطر تحت إشراف السيد عبد القادر رزايقي . وفي هذه الأثناء يسابق أعضاء اتحاد المسلمين الزمن من أجل الاستعدادات الجارية لاستقبال احتفالات عيد الفطر وهذا من خلال تنظيم صلاة العيد في الهواء الطلق على مستوى المساحة المخصصة لمشروع إنجاز المسجد الكبير وستصاحب هذه الاحتفالات نشاطات ترفيهية كبرى لفائدة العائلات المسلمة خاصة بالنسبة للأطفال من خلال ألعاب وتسلية وكذا عرض مأكولات ومشروبات للمصلين من اجل إضفاء بصمة فرحة وبهجة على أجواء العيد وإعادة البسمة للمسلمين وإحساسهم بوحدتهم وجمالية هذا الدين. المسجد الكبير.. من هنا الطريق تعيش مدينة ايفرو حالة استنفار قصوى منذ الإعلان عن مشروع بناء المسجد الكبير فهذا المشروع الحلم الذي لطالما راود المسلمين في هذه المدينة ها هو يقترب من التحقق حلم باكتساب صرح إسلامي يجمع شمل المسلمين واحتياجاتهم الدينية فمشروع المسجد الكبير لا يضم فقط مكان للعبادة وأداء الصلوات وإنما أيضا أقسام عديدة كقاعة للمحاضرات ومكتبة وعدة أقسام أخرى تمثل القسم الثقافي والديني لهذا المركز ولهذا فإن هذا المشروع يكتسي صبغة دينية كبرى بامتياز بحيث سيصبح أهم مركز في المنطقة وسيعرف بالإسلام خير تعريف في أشد وقت على الإطلاق وعليه فإن هذا المشروع جاء في الوقت المناسب ولكن.!!. هناك عقبات مالية تعطل إنجاز المسجد الكبير في الآجال المحددة رغم أن الاتحاد توصل بعد مشاورات ماراطونية مع البلدية إلى كراء الأرض المخصصة بملغ رمزي من البلدية إلا هذا المشروع الذي من المنتظر أن يتجسد على مساحة 5 آلاف متر مربع يراوح مكانه وعليه فإن الاتحاد لا يدخر جهدا في محاولة جذب أنظار المحسنين لتمويل بناء هذا الصرح الإسلامي وبدورهم فإن المسلمين في مدينة ايفرو وحتى المدن المجاورة وحتى العاصمة باريس لا يبخلون بأموالهم لتسهيل انجاز هذا المشروع فمساجد ايفرو وحتى المساجد في المدن المجاورة لها مستنفرون لتجسيد هذا الحلم. فالاتحاد يقوم بجولات دورية على مساجد المدن المجاورة حتى باريس من اجل جمع الأموال من المحسنين. وحسب السيد علي فرحاتي فان نشاطات الاتحاد كبيرة في هذا المجال من خلال إنجاز عمليات إعلان وإشهار كبرى ومحاولة قرع أبواب كل المسلمين بكل جنسياتهم ووظائفهم للمساهمة في تمويل بناء المسجد بحيث أصبحت أغلب نشطات الاتحاد في المدة الأخيرة تتمحور حول قضية جمع المال المخصص للبناء والذي سيكون في شطره الأول مخصص لبناء المسجد ومن ثمة المرحلة الثاني لناء اللواحق من قاعة للمحاضرات والمكتبة وباقي الأقسام. وللإشارة فإن الاتحاد شارك في ملتقى الجمعيات والمؤسسات الإسلامية الذي نظم مؤخرا في باريس وهو يعتبر اكبر لقاء للمسلمين في أوروبا بحيث لقي المشروع إعجابا كبيرا من المسلمين الآتين من مختلف البلديان الأوروبية إلا أن الحلم يبدو انه لا يزال بعيدا رغم أن الخطوات لبدء تحقيقه بدأت تكبر تدريجيا لكنها تحتاج للمزيد من الدعم. هل من مبادر؟ يعتبر مشروع المسجد الكبير من أهم مشاريع اتحاد المسلمين بمدينة ايفرو على الإطلاق فهو يمثل ثمرة جهود سنوات للجالية المسلمة بهذه المدينة ولكل المسلمين بفرنسا لأنه سيكون مركز إسلامي بامتياز لجمع المسلمين وإعلاء كلمة الله في زمن الفتن وعليه فإن نقص التمويل عائق كبير أمام هذا الحلم وعليه فإن الاتحاد يفتح أبواب المساهمة في تمويل هذا المشروع لكل المسلمين وعليه فلمن أراد المساهمة فعليه استعمال البيانات الآتية: www.ucme.fr ولمزيد من المعلومات أكثر بخصوص هذا المشروع يمكن الاتصال بهذا الرقم 0033699405887