* المشاكل الموجودة لا تعطي مبرّرا "للتخلاط" أجمع كثير من المواطنين والعديد من السياسيين والنشطاء الجمعويين والنقابيين رفضهم المطلق لما يسمّى ب "مسيرة السبت" التي دعت إليها بعض الجهات، محذّرين من مغبّة اللّعب على وتر بعض المشاكل الموجودة التي لا تعطي حسبهم أيّ مبرّر لعملية "التخلاط" التي تحاول بعض الأطراف القيام بها في قلب العاصمة· واعتبر البعض "المسيرة المزعومة" محاولة لإعادة الجزائر إلى الوراء، وهو ما يرفضه العقلاء في هذا الوطن الذين يؤكّدون أن بلادنا عانت ما فيه الكفاية وأكثر خلال سنوات الفوضى، ولم تنجح في استعادة أمنها واستقرارها إلاّ بصعوبة كبيرة، وبالتالي من غير المقبول المشاركة في محاولة أخرى لزعزعة استقرار بلد ضحّى من أجله الملايين· "أخبار اليوم" رصدت آراء العديد من أطياف الساحة السياسية والاجتماعية والنقابية التي أبدت رفضها للتوظيف السياسوي لمشاكل الشباب، ولمست إدراكا كبيرا بين المواطنين لمدى خطورة الدعوة إلى "التخلاط" الذي يحاول أصحابه أن يستغلّوا رغبة الجزائريين في تحسين أوضاعهم، وهي رغبة مشروعة لكن تحقيقها لا يمرّ عبر زرع البلبلة في الشارع الجزائري· ** ضحايا الإرهاب: "تكفينا سنوات الفوضى" عبّرت التنسيقية الجهوية لولايات الوسط للمنظّمة الوطنية لضحايا الإرهاب عن موقفها الرّافض للمسيرة المزمع تنظيمها يوم السبت المقبل، حيث قال أمينها العام أحمد عباية في تصريح ل "أخبار اليوم" إنه "يكفينا سنوات الفوضى والانفلات الأمني"، مشيرا أن ضحايا الإرهاب شاركوا في مسيرات التسعينيات لوقف الدم واليوم تشارك المنظّمة مختلف بلديات الجمهورية لتحسيس الشباب بكيفية التعبير والمطالبة بحقوقهم الشرعية بطرق سلمية وصحيحة بعيدة عن أساليب الحرق والتحطيم· كما تطرّقت التنسيقية في بيان لها إلى الأحداث التي شهدتها الجزائر الشهر المنصرم من طرف ما أسمتهم التنسيقية ببعض الشباب المغرّر بهم من بعض الأيادي الخفية التي لا يهدأ لها بال عند مشاهدتها لبريق الجزائر يسطع· كما ركّزت التنسيقية على ما نعتته بظهور بعض رؤوس الفتنة من جديد الذين كانوا حسبها سببا في العشرية الماضية التي عاشتها الجزائر عبر بعض القنوات الأجنبية التي طالبوا عبر منبرها بتدخّل المجتمع الدولي، وطلبت من السلطات ضرورة الإسراع في إيجاد الحلول اللاّزمة لإبطال مفعول المؤامرة ودعوة الشباب وأوليائهم إلى التلاحم فيما بينهم وضرورة التعقّل حتى لا يكونوا سببا في إرجاع سنوات الدم والدمار للوطن· وذكر البيان أن الجزائر فقدت الكثير من كلّ فئات المجتمع فلا يمكن أن تفتح اليوم أبوابا أخرى للدمار والموت، كما تمّ التحذير من أن يعيش هذا الجيل الذي يعوّل عليه كثيرا باعتباره جيل المستقبل أن يعيش ما عاناه الشعب الجزائري خلال العشرية الدموية، وهو ما يفرض على كلّ جزائري غيور على وطنه أن يحافظ على وحدتها وأمنها وعلى مكاسبها المحقّقة· ودعت التنسيقية الجزائريين إلى المحافظة على ذاكرة شهداء الاستعمار الذين ضحّت بموجبهم الجزائر بأكثر من مليون ونصف المليون شهيد من خيرة أبناء هذا الوطن، أمّا شهداء الإرهاب فقد يفوق عددهم ال 120 مواطن راحوا ضحّية الآلة الهمجية للإرهاب الأعمى· ** جمعية 8 ماي: "منظّمو المسيرة يريدون الشهرة" عبّر رئيس جمعية 8 ماي 45 خير الدين بوخريصة عن رفضه لمسيرة السبت، مشيرا إلى أن الأوضاع التي تعيشها الجزائر مختلفة تماما عن تونس ومصر، في حين أشار إلى أن توقيتها ليس مناسبا في الرّاهن، متّهما الأشخاص الذين يقودونها بأنهم ليست لديهم أيّ أرضية سياسية أو اجتماعية تذكر وإنما يريدون الإشهار لذاتهم، مؤكّدا أن الجزائر عانت خلال أكثر من 10 سنوات من إرهاب أعمى فلا يمكن العودة إلى تلك الأحداث، وتطرّق إلى ضرورة حلّ المشاكل والمطالب بطرق سلمية أخرى تمكّن من طرحها مع السلطة بشكل حضاري وسلمي· وقد أشار بالمناسبة إلى الرسالة التي توجّهت بها جمعيته لرئيس الجمهورية، والتي نادت بضرورة فتح المجال السياسي والإعلامي، مع ضرورة الاستغناء عن بعض الأشخاص الذين فشلوا في تجسيد برنامج الرئيس على أرض الواقع، بدليل أنهم لم يستمعوا إلى انشغالات المواطنين والشباب· ** "الإينباف": "مسيرة السبت لا تعنينا" أكّد مسعود عمراوي المكلّف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "إينباف" أن نقابتهم لم تدع إلى المسيرة ولم يدع إليها ولا علاقة لهم بها من بعيد ولا من قريب بالرغم من المطالب التي لاتزال عالقة، إلى جانب قمع الحرّيات النقابية التي لطالما نادوا بها والتمييز الحاصل في تسييرها، إلى جانب عدم الاعتراف بالنقابات المستقلّة كشريك فاعل· وأضاف عمرواي أنهم متذمّرون من هذه الأوضاع المحيطة بهم ممّا يجعلهم يتمسّكون بمطلبهم والمتعلّق بفتح الآفاق واسعا قبل تفاقم الأوضاع من خنق للحرّيات والنّظر في قانون التقاعد الذي وعدوا به من طرف وزارة العمل بأن تمنح لهم الوثيقة رقم صفر، لكن يحدث هذا إلى حد الساعة· كما يطالب الاتحاد بمنح الحرّيات النقابية، وأن تعترف الدولة بالتعدّدية النقابية· ** مواطنون ومثقّفون: "نرفض العودة بالبلاد إلى الوراء" اجتمعت آراء معظم المواطنين عامّة والمثقّفين بوجه خاصّ، حول رفض ما يسمّى بمسيرة 12 فيفري لكونها حسبهم غير مجدية ولا تستحقّ أن يشاركوا فيها كونها مجهولة الأهداف، كما أن منظّميها مجهولون ليست لديهم أيّ أهداف اجتماعية تخدم المجتمع أو ترفع من مستوى معيشته لكنها جاءت حسبهم من اجل "التخلاط" وتلبية أغراض أهداف سياسية مغرضة· "نحن ليس لنا أيّ دخل فيها لأننا لا نحبّ السياسة وكلّ ما يهمّنا الآن هو الأمن والاستقرار وسعي الحكومة إلى تنفيذ كلّ الإجراءات التي وعدت بها خلال الفترة الأخيرة، وأيضا أن تبرهن لنا أن هذه الإجراءات جاءت فعلا لتحسين الوضعية المعيشية وتوفير مناصب عمل وتحسين القطاع الصحّي وقطاع التربية وكلّ القطاعات الحسّاسة وليس من أجل تهدئة الأوضاع فقط"·