أجواء بهيجة وإقامة التويزة لإطعام الفقراء يناير مناسبة لتمتين وحدة المجتمع ببومرداس تقترن مناسبة إحياء رأس السنة الأمازيغية (يناير بمناطق مختلفة من بومرداس بقيم متجذرة تتمثل أبرزها في تمتين وتوثيق الأخوة في المجتمع وتعزيز الروابط الأسرية وتنمية الاعتزاز بالتمسك بالتقاليد والعادات المتوارثة. ق. م اعتبر عدد من المواطنين على غرار السيد جلولي سعيد (63 سنة) المنحدر من قرية تيزة بولاية بومرداس وعضو بجمعية ثافات الثقافية لوأج بأن حلول ذكرى يناير تثير في نفوس الجميع الاعتزاز العميق بالانتماء إلى هوية الأجداد وتتجلى المظاهر الاحتفالية بهذه المناسبة يضيف عمي جلولي إلى جانب تحضير طبق الكسكسي المقدم بلحم البقر بتنظيم تويزة حيث يتم جمع عدد من رؤوس البقر (بين 4 و 6 رؤوس) يتبرع بها محسنون تنحر بحضور كل أهالي القرية و توزع إلى ما بين 3500 طرف و 5000 طرف وتوزع على الفقراء والمحتاجين من سكان القرية وخارجها. عادات عريقة متجذرة وتتجلى هذه المظاهر كذلك من خلال تحضير مجموعة من الأطباق التقليدية التي يكون أساسها الزيتون سواء لزينة المائدة أو مدمجة في الطهي مع أكلات مختلفة مع الحرص على الطهي بزيت الزيتون إضافة إلى أطباق متنوعة من الحلويات المزينة بالعسل وفي نفس الإطار ذكر عمي حميطوش علي (83 سنة) من نفس القرية أن ربات البيوت متوسطة الدخل تحرص في هذه المناسبة على إعداد مأدبة عشاء تقليدية معروفة بالمنطقة يكون أساسها لحم الديك (السردوك) مذبوح خصيصا لهذه المناسبة. بينما ربات البيوت الميسورة أو التي لها الإمكانيات المادية فتقوم من جانبها يقول المتحدث بإعداد سبعة أطباق مختلفة من المأكولات في المائدة الواحدة بغرض التعبير والفأل ب(الخير الوفير المرتقب قدومه طيلة السنة الأمازيغية الجديدة).. تاجماعت لتمتين أواصر الأخوة لا تقتصر مظاهر هذا اليوم على تلك التقاليد فقط بل تتعداه استنادا إلى الدكتور بويزري سعيد من جامعة تيزي وزو إلى أبعاد اجتماعية وتربوية أخرى يسري مفعولها على مدار أيام السنة وتتجلى أهمها في نظام تاجماعت الذي يتم من خلاله تنظيم المجتمع وحل كل النزاعات التي تقع بين الناس وحراسة قيم الوحدة وتمتين أواصر الأخوة وتقوية الوحدة الوطنية في المجتمع ككل وبين الشعب الواحد ولا تزال ربات البيوت بمناطق مختلفة من ربوع الولاية - على الرغم من التحول الكبير الذي طرأ على المجتمع- تزين أياديهن بالحناء في مثل هذه الأعياد والمناسبات. وتعرف هذه المناسبة إقبالا كثيفا من النساء على اقتناء هذه المادة التزينية التقليدية مع حرص الكثير منهن على اختيار المنتج المحلي المعروف بجودته عن المستورد لتزيين أياديهن وأيادي أبنائهن وخاصة المواليد الجدد إضافة إلى اقتناء ولبس ما يعرف ب(جبة القبائل).