حين قرر الإعلامي المصري أحمد شوبير زيارة الجزائر قبل المباراة التي جمعت منتخبي الجزائر ومصر يوم 14 نوفمبر من السنة الماضية، تصدت له العديد من أصوات الفتنة في مصر، وصورت الموضوع بشكل تهويلي كما لو أن شوبير يقوم بزيارة بلد عدو! حتى أن الرجل نفسه صرح يومها أنه لا يزور إسرائيل حتى تثار كل تلك الضجة على زيارته! والغريب في الأمر أن مسؤولين مصريين كبارا يزورون إسرائيل، ومسؤولون صهاينة كبار يزورون مصر، ويستقبلهم أبو الغيط ومبارك بالأحضان ولا يثير ذلك أي ضجة إلا على نطاق ضيق جدا!.. وها هي ضجة زيارة شوبير للجزائر تتكرر مجددا مع الرجل نفسه بعد أن أدلى هذا الأخير بتصريحات قال فيها أن عضوا بالاتحاد المصري لكرة القدم اجتمع بأنصار مشاغبين قبيل وصول الوفد الجزائري لمصر، ويكون قد حثهم على الاعتداء على حافلة »الخضر« وهو ما حصل فعلا، حيث يجد شوبير نفسه، مرة أخرى، في قلب معركة طاحنة يكاد يقف فيها وحيدا في مواجهة اتحاد الكرة المصري وترسانة إعلامية لا ترحم. ويبدو أن الرجل قد وضع مستقبله المهني كله في خطر بسبب الدعوى القضائية التي رفعها ضده اتحاد زاهر وكذا بسبب توقيفه مؤقتا عن تقديم أي برامج في الإذاعة والتلفزيون المصريين، وهو أمر ما كان ليحصل له لو أنه زار إسرائيل ودافع عن اتحاد كرة القدم الصهيوني وأشاد بقمع الصهاينة لأطفال الحجارة ودافع عن جدار العار الفولاذي! وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع طريقة شوبير في التفكير وتقلب مواقفه بين الحين والآخر، فإن واجب الإنصاف يدعونا اليوم لإعلان تضامننا معه، فهذا الرجل على الأقل يملك الجرأة، أحيانا، على تسمية الأشياء بمسمياتها، ومهما كانت دوافعه وأهدافه من الهجوم المتكرر على سمير زاهر واتحاد الكرة، فإنه بدا أقل تطرفا من إعلاميين وأشباه إعلاميين آخرين، اعتنقوا »المذهب الفرعوني« القائم على مبدأ »ما أريكم إلا ما أرى.. وما أهديكم إلا سبيل الرشاد«، وهو مبدأ يطبقه أتباع »فرعون اتحاد الكرة« سمير زاهر، الذي ساهم بقسط وافر في تدمير العلاقات بين شعبين كاملين وهو يحسب أنه يحسن صنعا!