استنفار عسكري من هجوم وشيك تحت الأرض ** تحولت أنفاق حماس إلى شوكة في قلب الاحتلال الذي لا يغادره الرب أبدا بعد حروبه المستميتة ضد المقاومة وفي الآونة الأخيرة اشتعلت هستريا الرعب بشكل غير عادي بحيث بات جيش الاحتلال في حالة استنفار لحرب وشيكة تخرج من تحت الأرض عبر الأنفاق ! ق.د/وكالات كشف خبراء صهاينة بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تخطط لتنفيذ هجوم مسلح داخل الأراضي المحتلة عبر الأنفاق في وقت أقامت الأخيرة كتيبة للرد على مثل هذه التهديدات بيد أن آخرين رأوا أن إيجاد حل تقني ل أنفاق غزة لن يحل المشكلة. وقال الخبير العسكري في موقع ويللا أمير بوخبوط إن التقديرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حركة حماس تخطط لتنفيذ عملية تسلل من عدة أنفاق حدودية باتجاه التجمعات الاستيطانية المجاورة لقطاع غزة في محاولة منها لمفاجأة الجيش على طول الحدود. وأضاف أن هذا التقدير يتوقع أن ينقض مقاتلو حماس على المستوطنين والمواقع العسكرية بما في ذلك الوصول إلى داخل المناطق السكنية مما يتطلب من الجيش القيام بجملة إجراءات أمنية عملياتية. واستذكر الخبير بما شهدته حرب غزة في جويلية 2014 حين خرج 13 مقاتلا من حماس من داخل أحد الأنفاق واشتبكوا مع قوة للاحتلال لأنهم كانوا يخططون للوصول إلى كيبوتس نيرعام ومدينة سديروت كما عثر الجنود في أحد الأنفاق على دراجات نارية كان سيستقلها المسلحون. ونقل الخبير عن أوساط استخبارية قولها إن تقدير الجيش يشير إلى أن حماس بدأت تستعد للحرب القادمة من خلال إقامة وحدة من نخبة مقاتليها مزودين ببنادق قناصة وصواريخ تساعدهم في تنفيذ عملية قتل جماعي داخل التجمعات وفق تعبيره. وأوضح أن المشاهد التدريبية التي تخرج من غزة عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل لوحدات حماس العسكرية لا تترك شكوكا حول نواياها القتالية. وقال بوخبوط إن حركة حماس تنوي نقل القتال في الحرب القادمة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بحيث تعمل على تحقيق المفاجأة في الضربة الأولى من الحرب مما حدا بالشرطة والجيش والوحدات الخاصة -وفق بوخبوط- للاستعداد جيدا لمواجهة هذا التهديد. تهديدات قريبة من جهة أخرى قالت مصادر من داخل الاحتلال إن الشرطة أقامت كتيبة جديدة قادرة على الرد على التهديد المتمثل باقتحام متوقع من الجانب الثاني من حدود قطاع غزة نحو التجمعات الاستيطانية في مناطق عسقلان أوفاكيم ونتيفت. وأشارت إلى أن هذه الوحدة تتزود بقدرات تكنولوجية متطورة ووسائل للرؤية الليلية والطائرات المسيرة بدون طيار والدراجات النارية والجرارات وسيارات الجيب المزودة ببنادق قناصة بهدف توفير رد سريع على أي محاولة فلسطينية للتسلل داخل الأراضي المحتلة بالمقابل قال الجنرال مائير ألران المساعد السابق لرئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) -في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت- إن التركيز حول تهديد الأنفاق الهجومية التي تحفرها حماس يضر بالمصالح الحيوية للاحتلال لأنها تغفل أنظار الرأي العام والصناع القرار عن التهديدات الإستراتيجية الحقيقية الأكثر قسوة عليها مما قد يترك آثارا سلبية على الدولة. وأضاف ألران وهو رئيس ملف الجبهة الداخلية بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن إسرائيل لا تعاني حاليا من تهديدات إستراتيجية لكن استمرار الصراع مع الفلسطينيين قد يُعتبر كذلك بجانب استمرار المشروع النووي الخاص ب إيران. وأكد أنه في حين أن الأنفاق لا يمكن اعتبارها تهديدا على هذا المستوى رغم بعض مخاطرها فإن وجود بعض العوائق المادية أمامها يشكل تحديا لها وهذا ما بدأت إسرائيل القيام به من خلال الجدار الأمني المحيط بقطاع غزة بكلفة ثلاثة مليارات شيكل. وعبر ألران عن اعتقاده بأن وجودا عسكريا مكثفا للجيش على حدود غزة وإخلاء فوريا للصهاينة عقب اندلاع أي مواجهة عسكرية كفيل بدرء مخاطر الأنفاق ورأى أن الحديث عن إيجاد حل تقني لأنفاق غزة لن يحل مشكلة غزة التي تعتبر بالنسبة للاحتلال قنبلة موقوتة إستراتيجية وفق وصفه. غزة .. فتيل الحرب القادمة من جهتهم حذر محللون من داخل الاحتلال من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة قد تنذر بمواجهة عسكرية جديدة واعتبروا أن ما وصفوه بالضائقة التي يعيشها القطاع لم تدفع صناع القرار لفعل شيء لتجنب مثل هذه المواجهات. وقالت مثادر : إن الوضع السائد في قطاع غزة يذكرنا بالظروف التي سبقت اندلاع حرب غزة الأخيرة (الجرف الصامد). وتحدثت عن تواصل التحذيرات -التي يصدرها منسق شؤون المناطق بالحكومة الجنرال يوآف مردخاي بشأن تأثيرات الوضع الإنساني في غزة- على اندلاع مواجهة عسكرية جديدة خاصة فيما يتعلق بمشاكل البنية التحتية والعجز في توفير المياه والكهرباء وزيادة نسبة البطالة. من جهة أخرى قال الخبير العسكري بصحيفة معاريف ألون بن دافيد إن تقرير مراقب الدولة القاضي يوسف شابيرا حول حرب غزة الأخيرة 2014 كان سطحيا ولم يقدم إجابات حقيقية عن ربع المشاكل التي واجهها الجيش خلال الحرب حتى أنه لم يقدم ردا واضحا إزاء السؤال الأهم عن المطلوب عمله إ لعدم الانجرار لحرب جديدة لا تريدها إسرائيل ولا حركة المقاومة الإسلامية (حماس). الانتقام الصهيوني في الأثناء لا يدخر الصهاينة وقتا او جهدا في مواصلة انتهاكاتهم ضد البلاد والباد في فلسطين فلقد رصد مركز توثيق رسمي الممارسات الصهيونية بحق الفلسطينيين خلال فيفري الماضي وأبرزها مقتل 6 فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة واستمرار تهويد القدس. وأوضح مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق (تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) أن 3 فلسطينيين قتلوا في غزة منهم اثنان جراء القصف لمنطقة الأنفاق في رفح والثالث متأثرا بإصابته منذ عام 2005 وهو من خان يونس . وأضاف المركز في بيان له أن 3 آخرين قتلوا في الضفة الغربية أحدهم كان معتقلا لدى الجيش ا عقب إصابته بزعم تنفيذه عملية طعن . وتابع: والثاني خلال ملاحقته من قبل جنود صهاينة وهو يحاول الوصول لمكان عمله داخل الاحتلال إضافة لثالث مسن دهسا بمركبة مستوطن يهودي قرب بيت لحم جنوب الضفة . وفي سياق آخر لفت البيان إلى أن الحكومة تواصل سياستها الممنهجة لتهويد القدس . وأضاف: افتتحت سلطات الاحتلال في القدس ما أسمته مطاهر الهيكل (المغطس) على أرض القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى كما قررت حكومة الاحتلال تخصيص مبلغ 700 مليون شيكل (189 ألف دولار) لتعزيز المشاريع التهويدية في المدينة . وذكر البيان أن الحكومة تقوم بمشاريع سياحية على حساب ممتلكات الفلسطينيين مشيرا إلى أن المسجد الأقصى وحي سلوان يقعان في دائرة الاستهداف المباشر . ورصد البيان قيام سلطات الاحتلال بهدم 35 بيتا ومنشأة في كل من الضفة الغربيةوالقدس خلال الشهر الماضي شملت 12 بيتا ومسكنا إضافة إلى 23 منشأة تجارية وزراعية وحيوانية منها 17 بيتا ومنشأة في محافظة القدس وحدها. كما تطرق للاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون اليهود من تجريف للأراضي الفلسطينية واقتلاع الأشجار وسرقة أشتال زراعية والاعتداء على منازل فلسطينيين بإلقاء الحجارة ومنع المزارعين من رعي المواشي في مناطق واسعة. وعلى صعيد الاعتداءات على غزة أشار البيان إلى أنها تمثلت خلال الشهر الماضي فيفري في شن 23 غارة جوية من قبل الطائرات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من غزة . وأضاف: الاعتداءات شملت أيضا التوغل البري أربع مرات في المناطق القريبة من الشريط الحدودي وتجريف أراضي المزارعين وإطلاق النار 22 مرة ما أدى إلى إصابة مواطن بجروح واعتقال 5 آخرين . وذكر بيان المركز أن الاعتداءات لم تقتصر على البر فقط بل شملت البحر حيث تم إطلاق النار على الزوارق البحرية 17 مرة خلفت إصابة واحدة .