انقلاب جمهوري يضع رئاسته في مهب الريح ترامب في مواجهة الغضب الأمريكي * سيناتور جمهوري يحذر: بداية النهاية لرئاسة ترامب لم يسبق أن سمع رئيس امريكي من حزبه أو ممن هو محسوب عليهم حزبياً ما سمعه دونالد ترامب مساء الخميس من أحد أركان الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ليندساي غراهام: إقالة وزير العدل سيكون ثمنها جهنم وإقالة المحقق مولر ستكون بداية النهاية لرئاسة ترامب. إنذار صريح بلغة التهديد والتحدّي. ويأخذ وزنه ليس فقط من الموقع الذي يحتله صاحبه بل أيضاً من كونه يعكس أجواء الحزب الجمهوري في الكونغرس والذي صارت علاقته بالرئيس معلّقة بخيط قطن. ويزيد من ثقل هذا الموقف أنّه يعكس أيضاً ردود الفعل لدى قواعد ونخب المحافظين الذين أعربوا ولأول مرة عن استيائهم من الرئيس بسبب حملته على وزير العدل جيف سيشنز الذي يعتبر أحد الرموز البارزة في هذا التيار. وبذلك فاقم ترامب من أزمته وزاد من خطورتها على رئاسته المهددة بالتحقيقات الروسية والتي دخلت طور التحقيق الجنائي. صار كمن وضع نفسه في صندوق مقفل لا حيلة له للخروج منه بسلامة على حد تعبير مراقب مؤيد له. كان في حسبان ترامب أنّ الإطاحة بالوزير الذي كان من أوائل وأبرز أنصار حملته الانتخابية قد تمكّنه من التخلّص من روبرت مولر المحقق الخاص في ملف التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ومن شق الجمهوريين المضعضعين الذين تلكأوا في تمرير مشاريعه الرئيسية وبما يحوله إلى مرجعية لهم من باب أنّهم لن ينفضوا من حوله ولو أنّه ليس منهم أصلاً. لكن النتيجة جاءت عكسية. الاعتراض الكاسح والحازم في الكونغرس على موقف ترامب من الوزير والمحقق لا بد أن يكون قد فاجأ الرئيس لا سيما ما صدر عن الجمهوريين الذين بدوا وكأنّهم انقلبوا عليه وبصورة لا تخلو من التحدي. الأسوأ بالنسبة للبيت الأبيض أنّ عملية التحقيق في التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الامريكية أخذت جرعة من الدعم تكفي لضمان استمرارها بصرف النظر عما قد تؤول إليه والذي لا يبشّر بالانفراج. كذلك يتوالى الهمس في واشنطن عن تزايد التوتر بين الرئيس وبعض الوزراء مثل وزير الخارجية ريكس تيلرسون وحتى وزير الدفاع جيمس ماتيس بعد أن اتخذ الرئيس قراراً بشأن ذوي الأوضاع الخاصة من أفراد القوات المسلحة من دون استشارة البنتاغون. وسط هذه التعثرات يأتي الخلاف المفتعل مع وزير العدل والناتج عن الملف الروسي ليصب الزيت على نار أزمة رئاسة ترامب ويضعها في مهب الريح.