جزائريون يدفعون الملايين.. ويتحولون إلى طعام للحيتان ** كشفت أرقام صادرة عن الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) عن مضاعفة مافيات التهريب لمداخيلها جراء تزايد الطلب في الشهور الأخيرة على رحلات الهجرة السرية من دول شمال إفريقيا ومنها الجزائر نحو إسبانيا علما أن الجزائري الحراق يدفع الملايين لتحقيق هدفه حلمه وكثيرا ما يتحول إلى طعام للحيتان. وقالت وكالة فرونتكس إن عودة تزايد الطلب على ظاهرة الحرقة عرض البحر من دول شمال إفريقيا ضمنها الجزائر دفع شبكات التهريب الإجرامية إلى رفع سعر الرحلة من 500 يورو كمعدل متوسط في عام 2016 إلى الضعف في هذا العام. وأشارت فرونتكس إلى أن ما يقرب من 7500 مهاجر غير شرعي وصل إلى إسبانيا باستخدام الطريق البحري في الأشهر الستة الأولى من سنة 2017 مقابل 3600 مهاجر فقط خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. ويرجع هذا الارتفاع بحسب المتحدث باسم الصليب الأحمر إلى فترة الصيف التي يكون فيها الطقس مستقراً كما أن أغلب المهاجرين يفضلون البحر كوسيلة للوصول إلى الضفة الأوروبية. ففي شهر جوان الماضي حاول أكثر من 2200 مهاجر عبور مضيق جبل طارق للدخول إلى إسبانيا وهو ما يدفع شبكات التهريب إلى مضاعفة عدد الرحلات السرية للاستفادة من فترة الذروة. وأوردت المصادر ذاتها أن جماعات التهريب عمدت مع تزايد الطلب خلال الموسم الحالي إلى تنويع خدماتها وطرق التهريب حسب ثراء الزبائن وتتوزع ما بين القوارب المطاطية ورحلات عبر القارب السريع أو الدراجات المائية السريعة جيت سكي . وكلما كانت الرحلة أقل خطورة ارتفعت التكلفة. ويدفع المهاجر ما بين 100 يورو و1500 يورو أي ما يعادل بين نحو مليوني سنتيم وقرابة الثلاثين مليون سنتيم للعبور إلى إسبانيا ويُحدد التفاوت في المبلغ اعتماداً على نقطة الانطلاقة ونوعية القارب المستخدم. ويمكن أن يرتفع هذا المبلغ إلى 3000 يورو إذا اختار المهاجر الرحلة عبر الجيت سكي التي لا تستغرق سوى 30 دقيقة. وتقول فرونتكس إنه عادة ما يترك المهرب المهاجر على مقربة من السواحل الإسبانية ثم يتجه سريعاً نحو السواحل الإفريقية هرباً من خفر السواحل. ووفقا لما ذكرته الجمعية الإسبانية لحقوق الإنسان التابعة للرابطة الإنسانية الأندلسية فقد لقى أكثر من 6 آلاف شخص مصرعهم عند محاولتهم العبور نحو الضفة الأخرى خلال السنوات الأخيرة. وسجلت المنظمة الدولة أنه على الرغم من التزايد المقلق في أعداد المهاجرين سنة 2017 إلا أن الرقم لا يزال بعيداً عن المسجل في سنة 2006 عندما وصل عن طريق البحر أكثر من 39 ألف مهاجر غير شرعي. وترى الوكالة الدولية أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية جراء هذا التزايد الملحوظ في السنوات الأخيرة أولا أن أسعار الطريق الإسباني لا تزال معقولة مقارنة مع باقي منافذ أوروبا عبر الجهة الشرقية أو الوسطى وذلك بسبب قصر المسافة. وثانيا استعانة مهربي المهاجرين بالزوارق السريعة التي كانت تُخصص قبل سنوات فقط لتهريب الحشيش. وثالثا تفكيك الجزائر والمغرب لمخيمات المهاجرين المؤقتة. وكشفت آخر الإحصائيات أن حوالي 90.48 في المائة من الذين يعبرون البحر من شمال إفريقيا إلى إسبانيا هم من الرجال ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. يشار إلى أن ظاهرة الحرقة قد عادت بقوة في الأيام الأخيرة حيث بات يتم الكشف بين الحين والآخر عن إحباط محاولات للهجرة غير الشرعية عبر البحر ناهيك عن نجاح كثير من الشباب في الوصول إلى الضفة الأخيرة بهذه الطريقة التي فيها مخاطرة كبيرة دفعت ببعض العلماء إلى الإفتاء بكونها محرّمة شرعا..