م· راضية اعتصم العشرات من المكفوفين أمس أمام مقرّ البرلمان للمطالبة بحقوقهم رافعين شعارات مندّدة بالحفرة ك "نريد حقوقا لا نفخا في البوق"، "ارحموا المعذّبين في الأرض" وغيرها من العبارات والشعارات التي تندّد بالتهميش وتطالب بالإدماج في الحياة المهنية، خاصّة وأن المنحة المقدّمة لهم لا تلبّي حاجياتهم وعائلاتهم بالنّظر إلى الغلاء الفاحش التي تشهده الحياة اليومية· تجمهر العديد من ذوي الاحتياجات الخاصّة أمس أمام مبنى المجلس الشعبي الوطني تنديدا منهم بالتهميش الذي يعيشونه في ظلّ انعدام مناصب عمل تفكّ الخناق عن هذه الفئة التي تعيش ظروف اجتماعية صعبة للغاية· وقد رفع هؤلاء أثناء احتجاجهم شعارات مثل "نحن المعذّبون في الأرض فارحمونا" ،"نعم للإدماج الفعلي في المجتمع" وغيرها من العبارات التي تطالب بضرورة مساعدتهم وإخراجهم من جحيم الظلم الذي يعيشونه، يحدث لهم ذلك بالرغم من لائحة المطالب التي تمّ رفعها إلى وزارة التضامن غير أنها حسبهم لم يتمّ الاستجابة لها رغم أحقّيتها وشرعيتها· لتبقى هذه الفئة تعاني مزيدا من العذاب والتهميش رغم الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أمام العديدة التي نظّموها في فترات سابقة أمام وزارة التضامن، وعلى خلفية التهميش الذي لايزال يقف حجرة عقبة أمام طريق هؤلاء المكفوفين الذين اتّفقوا على توجيه رسالة خطّية إلى رئيس الجمهورية من أجل إيصال مطالبهم ومشاكلهم إلى أعلى سلطة في البلاد من أجل إنصافهم وذلك تزامنا مع الاحتفال بيومهم العالمي، غير أنه وإلى حدّ الساعة لايزالون ينتظرون الجواب الشافي الذي من شأنه أن يعيد الأمل إليهم· ومن جملة المطالب التي دوّنها هؤلاء ولاتزال من بين أكبر مطالبهم التي نادوا بها هي التشغيل الذي يبقى أهمّ مطلب بالنّظر إلى أن أغلبهم من حاملي الشهادات الجامعية، غير أن توظيفهم يكون من سابع المستحيلات على حدّ تعبيرهم بحجّة أنهم مكفوفون والمدمجون منهم لا يكون إلاّ في إطار عقود ما قبل التشغيل تدوم لفترة زمنية محدّدة كما هو معلوم· ليجد المكفوف نفسه من جديد بين مخالب البطالة، ناهيك عن مطلب الزيادة في المنحة وجعلها أكثر ثقلا ووزنا لأنها لا تلبّي متطلّبات المكفوف في شهر فما بالك بالمتزوّجين والذين لديهم أطفال وأزواج؟ كما طالب هؤلاء بضرورة جعل لهم النقل مجّانيا وخاصّا بهم يساعدهم على التنقّل بطريقة سهلة ومرنة وذلك بالنّظر إلى المشاكل التي يتلقّونها يوميا في المواصلات، في حين طالبوا بمساعدات من طرف الدولة كإنصافهم بمسكن اجتماعي من شأنه صيانة كرامتهم، خاصّة وأن حياتهم تتّسم بالكثير من التعقيدات تجبر العديد منهم على اللّجوء إلى الانتحار كلّما ضاقت بهم الدنيا·