مالت بعض النسوة إلى استعمال مضغة التبغ أو "الشمة" فبعد اقتحام بعض الفتيات عالم الرجال وتعاطيهن السجائر راحت بعض النسوة لاسيما المسنات منهن إلى تعاطي الشمة والإدمان عليها واقتنائها من بعض المحلات التي ألفن التعامل معها دون أدنى حرج مثلهن مثل بعض الرجال، ويعاب في مجتمعنا حتى على مدمنيها من الرجال بالنظر إلى طبيعتها المقززة للأنفس وكذا تشويهها للمظهر الخارجي وفقا للطريقة التي توضع بها في أعلى الفم أو أسفله، فما بالنا بالنسوة لاسيما المسنات، وسارت غيرهن على دربهن عن طريق اكتساب تلك العادة ورحن إلى استعمالها ويرين في رائحتها نشوى واستمتاع لا مثيل لهما. خ. نسيمة اقترنت الشمة كنوع من أنواع التبغ الضار ببعض نسائنا منذ أمد بعيد بعد أن قررن اقتسام استعمالها مع الرجال واقتحام عالمها بحيث كانت النسوة بالأمس يبتعدن عن التدخين على عكس اليوم الذي أصبح فيه التدخين موضة العصر وتتهم من ابتعدت عنه وحافظت على مبادئها بالمتخلفة عن ركب التطور والتقدم، مما أدى إلى ميول نساء الأمس إلى استعمال الشمة كبديل على الدخان الذي كان محرما على فئاتهن، وكانت تحقق لهن نشوة كبيرة وذلك عن طريق وضعها تحت اللسان أو في الأنف والاستمتاع برائحتها "العطرة" حسبهن، كما كان ذلك يتم في الخفاء بالنظر إلى حرج البعض من اكتشاف أمرهن والتعرض إلى الفضيحة في حالة تفطن من حولهن، إلا أن رائحة الشمة لا تخفى على الجميع وكان الكل يتفطن للأمر دون بذل أي جهد، وعادة ما يلتصق بمن اكتشف أمرها وصف "وكاّلة الشمة" ويعاشرها ذلك الوصف لسنين حتى يفارقها الموت عن الحياة، وبعد الغضب بعض الشيء في الأول تستسلم للنعت تدريجيا بعد أن يشاع للعوام أنها مدمنة على الشمة. وعلى خلاف التحفظ والإخفاء التي كانت تتميز به نساء الأمس خشية من الحرج والفضح راحت بعض نساء اليوم إلى الإدمان عليها علانية واقتنائها من بعض المحلات بأنفسهن بدل الاعتماد على أطفال صغار لتفادي كشف أمرهن، ما أكده لنا تاجر مختص في بيع التبغ بالعاصمة الذي قال انه تتردد عليه من النسوة اللواتي يتراوح سنهن بين العقد الخامس والى غاية العقد السادس لاقتناء الشمة، ويكشفن أنهن هن من يتعاطينها دون حرج بل يذهبن إلى اختيار النوعية الجيدة، وعادة ما يقع اختيارهن على تلك العلب الحديدية المستديرة التي تضاءلت نوعاً ما وعوضت بالأكياس التي لا يرغبن على اقتنائها. ونحن هناك أقبلت امرأة في حدود الخمسين سنة فما فوق وبادرته بالسؤال عن العلب الحديدية ذات النوعية الجيدة فاخبرها أنها لا توجد، ولم ترد أخذ تلك الأكياس وأخبرته أنها سوف تذهب إلى بلكور وبالتحديد "لعقيبة" خصيصا لاقتنائها من هناك، بعد ذلك اخبرنا محدثنا أنها زبونة دائمة اعتادت على الإقبال إلى محله للتزود بتلك المادة وأطلعته على تعاطيها دون أدنى حرج، وقالت إنها اكتسبت تلك العادة المشينة حسبها عن أمها، التي ورثتها هي الأخرى عن جدتها وتخبره دوما أنها لم تستطع الكف عنها رغم محاولاتها مرارا، وختم بالقول انه ألف التعامل معها ومع غيرها ويستقبلهن في محله مثلهن مثل الرجال. وعلى الرغم من وجود فئات قليلة ممن ابتلين بتلك العادة السيئة إلا أننا لا ننفي وجودها وتغلغلها بين فئات معتبرة من النسوة لاسيما في الريف الجزائري لتقفز حتى إلى المدن الحضارية، وهي عادة مكتسبة في الغالب عن الجدات أو الأمهات وتلتصق بالبنات عن طريق التوارث، وعلى الرغم من تلاشيها نوعا ما إلا أنها تبقى حاضرة بقوة بين بعض النسوة على الرغم من مضارها الصحية فهي من أقوى عوامل الإصابة بالأورام السرطانية على مستوى الفم.