اختتمت بقصر الثقافة إمامة، في تلمسان، فعاليات الأسبوع الثقافي لدولة تركيا الذي استقطب حشدا غفيرا من الجماهير التلمسانية والجزائرية التي توافدت على قاعة العرض من اجل اكتشاف الموروث الثقافي التركي. ولقد حضر حفل الاختتام السفير التركي ومدير الثقافة والأمين العام لولاية تلمسان فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام والمهتمين بالفعل الفني ، واتسمت فقرات الحفل بالتنوع أرضت أذواق كل الحضور، حيث ابتدأ الحفل بإلقاء الكلمة الشرفية لسعادة السفير التركي تحدثت فيها عن أهمية الحدث شاكرا الضيوف على تلبية الدعوى كما عبر عن مدى ارتياحه لتفاعل جمهور التلمساني مع الثقافة التركية معبرا عن مدى مساهمة التظاهرة في تثمين وتعميق العلاقات بين الشعبين التركي والجزائري. ومن الفقرات القوية لحفل الاختتام التي استمتع بها جمهور مدينة تلمسان ونواحيها، فرقة الموسيقية الدينية" الدراويش" على الطريقة المولوية الصوفية الدينية حيث ظهرت في بساطتها الأولى بمدينة قونيا عاصمة الدولة السلجوقية، الواقعة في جنوب تركيا والتي تنتسب الى مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي، ولقد اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون. وتستخدم في الطريقة المولوية نغم موسيقي عن طريق الناي الذي يعتبر وسيلة للجذب الإلهي فهو يعتبر أكثر الآلات الموسيقية ارتباطاً بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل.