كرمت جمعية مشعل الشهيد أمس الاثنين المجاهد سعيد بوراوي تقديرا لما قدمه للجزائر إبان الثورة التحريرية حيث يعتبر أيضا من مؤسسي ورئيس الجمعية التاريخية والثقافية ل11 ديسمبر 1960. وجاء هذا التكريم عشية إحياء الجزائر الذكرى ال58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بحضور مجاهدي وأصدقاء السيد بوراوي الذين أجمعوا على أن هذه المظاهرات كانت بمثابة منعرجا حاسما في مسار الثورة التحريرية لتمكنها من التصدي للعدو واعطائها نفسا جديدا من أجل استرجاع الاستقلال. وأشار المجاهدون الذين عايشوا هذه المظاهرات في تصريحات لواج أنه تم نقل المواجهات من الجبال إلى شوارع المدن تم خلالها اثبات للجنرال ديغول وللمعمرين الفرنسيين أن الجزائر لم ولن تكون يوما فرنسية مؤكدين أن تلك المظاهرات التي انطلقت من الأحياء الشعبية كانت بمثابة التعبير عن قرب الشعب من الثورة ولو كان على حساب أرواح الأبرياء. وذكروا أن جل أحياء العاصمة انضمت إلى المظاهرات القادمة من المدنية و باب الوادي للتعبير عن رفض المشاركين فيها لسياسة ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا لا يتجزأ من فرنسا. من جهته أوضح المجاهد بوراوي المولود يوم 14 نوفمبر 1935 بجيجل أنه كان عضوا في جيش التحرير بالولاية الرابعة قبل إلقاء القبض عليه في 25 نوفمبر 1960 ببني مسوس مع الرائد محمد بوسماحة قائلا: طوقنا العدو منذ الصباح وبعد معركة شرسة استشهد اثنان من رفقائنا المجاهدين وجرحت أنا ومحمد بوسماحة وحسين ترمول فألقي القبض علينا . وفي سرده للأحداث ذكر ذات المتحدث أنه نقل في مارس 1961 بعد سجنه في بني مسوس إلى معتقل كاموران بقصر البخاري مشيرا أن أول ما واجهته هناك هو الاستقبال الوحشي من طرف الكابتان سماري وجنود اللفيف الأجنبي . وأضاف قائلا أن الأوضاع في المعتقلات تحسنت بعدما كانت تعم فيها جرائم حربية وذلك راجع للمحادثات السياسية بين الحكومة الجزائرية والحكومة الفرنسية التي عرفت تطورا ملحوظا مشيرا أنه تم اطلاق سراحه في أفريل 1962.