لازال سكان قرية "الغيشة" المنسية أهلها ببلدية جواب بشرق عاصمة الولاية المدية، يعانون جملة من النقائص في مجالات التنمية في مقدمتها العزلة المضروبة عليهم منذ الاستقلال والمتمثلة في عدم تعبيد الطريق الواصل بين قريتهم والطريق الولائي رقم 20 الرابط هو الآخر بين السواقي بالمدية وسور الغزلان بولاية البويرة، وحسب مصادرنا الموثوقة فإن هذا المسلك يعود شقه إلى منتصف خمسينات القرن الماضي من طرف الاستعمار الفرنسي لعبور آلياته نحو معاقل جيش التحرير الوطني بالمناطق الجبلية المحيطة بمنطقة، كما يعاني ذات السكان من ندرة الماء الشروب حتى في فصل الشتاء، ما يضطرهم إلى البحث عن قطرة ماء لحياة بني البشر عبر الينابيع المتواجدة بحواف الشعاب، حيث يتم جلبها فوق الأحمرة من طرف الأطفال في أغلب الحالات ما يؤثر سلبا على تحصيلهم المعرفي، والأغرب من هذا حسب الذين تحدثوا إلينا في الموضوع حرمانهم من ربط منازلهم بشبكة غاز المدينة الذي استفادت منه جواب في إطار برنامج الهضاب العليا بجنوب المدية، وهذا رغم وعود السلطات المحلية بمدهم بالمادة غير أنهم تأكدوا مؤخرا أن أكثر من 20 عائلة غير معنية تماما بعملية الربط لأسباب غير مبررة، ولهذا فهم يناشدون السلطات الولائية المعنية على مستوى الولاية بإدخال قريتهم ضمن القرى المستفيدة من غاز المدينة، كما يبقى أطفال سكان الغيشة مُعرضين إلى السقوط بالحفر الغائرة التي سبق وأن أحدثتها التفجيرات التي كان يستعملها صاحب محجرة الحصى لإنتاج مادة الحصى، وبعد توقفه عن الاستغلال غادر المنطقة دون ردم هذه الحفر غير مبال بما ينتج عنها من مخاطر على أبناء سكان الجهة·