جثمان مدلسي يُوارى الثرى وسط حضور كبير ** بوتفليقة: الجزائر فقدت قامة من قامات رجال الدولة س. إبراهيم يعيش المجلس الدستوري الذي يعتبر رمانة ميزان الشأن القانوني في البلاد ما يمكن وصفه بحالة الطوارئ بعد أن انتقل إلى رحمة الله الرجل الأول فيه مراد مدلسي الذي يعد قامة من قامات رجال الدولة وفق تعبير رئيس الجمهورية وهي الوفاة التي جاءت في ظرف حساس للغاية قبيل استحقاق سياسي بالغ الأهمية يتمثل في الانتخابات الرئاسية ما يفرض على المجلس إعادة ترتيب أوراقه بأسرع وقت ممكن.. ومن المقرر أن يجتمع المجلس الدستوري برئاسة نائب رئيس المجلس محمد حبشي ليسجل إشهادا بوفاة رئيس هذه الهيئة مراد مدلسي ويبلغ رئيس الجمهورية فورا بذلك. وفي هذا الصدد ينص النظام المحدد لعمل المجلس الدستوري في مادته 81 أنه في حالة وفاة رئيس المجلس الدستوري يجتمع هذا الأخير برئاسة نائب رئيس المجلس ويسجّل إشهادا بذلك مع إبلاغ رئيس الجمهورية فورا . وقد توفي رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي فجر الاثنين بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 76 سنة. وبعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لأسرة الفقيد مراد مدلسي رئيس المجلس الدستوري أكد من خلالها أن الجزائر فقدت برحيله قامة من قامات رجال الدولة في الجزائر الحديثة . وكتب رئيس الجمهورية في برقيته قضى الله جل جلاله أن يرحل عنا أخونا مراد مدلسي إلى جوار ربه بعد أن أفنى جل عمره وهو يسهم مع رفاقه في بناء الدولة الجزائرية في مجالات عدة وفي مناصب مختلفة كان في جميعها كفئا في أداء مهامه جادا في الاضطلاع بمسؤولياته لاسيما في وزارة المالية وفي وزارة الخارجية وفي المجلس الدستوري . وتابع الرئيس بوتفليقة معدّدا مناقب الفقيد الذي كان دمث الخلقي حسن المعشر والمظهر حلو الحديث لا يرى إلا باسم الثغر بشوش الوجه طلق الأسارير كما كان يعمل بتواضع مع كل من عمل معه بحيث كان الجميع يعده صديقا فأحبوه وعملوا معه بإخلاص وجدية فبادلهم محبة بمحبة وإخلاصا بإخلاص فكان يشاورهم فيقتنع ويعطيهم التعليمات فيقنع فتحولت بذلك كل مؤسسة ترأسها إلى فريق عمل يسوده الانسجام والوئام . كما أردف رئيس الدولة لقد فقدت فيه الجزائر إبنا بارا مؤمنا ومناضلا مخلصا وقامة من قامات رجال الدولة في الجزائر الحديثة فضلا عن دماثة خلقه وعلو همته وفيض في الإنسانية الطاهرة ولقد فقدت فيه الأخ الودود والصديق والمعين الدائم لكن ما حيلة المرء وهذا قضاء المولى وقدره يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير . واسترسل رئيس الجمهورية مخاطبا أسرة الفقيد يشهد الله أنه عزّ علي أن يرحل أخونا هذا ويترك فراغا يعز العوض فيه ولا يعزينا في مصابنا فيه سوى علمنا بأنه سبقنا بمشيئته تعالى إلى رياض المولى نسأله أن يبر بروحه ويكافئه على جلائل أعماله ويسقيه من غدق جناته وينزل على قلوب أسرته العزيزة وبنيه وذويه وكل رفاقه الصبر الجميل مضيفا ولئن وارى الفقيد الثرى فسيبقى حيا في ذاكرة الجزائريين منقوشا اسمه في ثبت التاريخي ويظل لهم فيه أسوة وقدوة . وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول أمام قضاء الله وحكمه الذي لا مرد له لا يسعني وقلبي يعتصره الحزن والأسى إلا أن أعرب لكم عن أصدق التعازي وأخلص مشاعر التعاطف والمواساة سائلا الله تعالى أن يشمل الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يلهمكم وأهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان إنه سميع الدعاء مجيب . وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون . حضور كبير في جنازة الراحل وُوري الثرى بعد ظهر الاثنين بمقبرة بن عكنون بالجزائر العاصمة جثمان الراحل مراد مدلسي رئيس المجلس الدستوري الذي وافته المنية فجر اليوم عن عمر ناهز 76 سنة. وقد حضر مراسم تشييع الجنازة التي جرت في أجواء مهيبة مسؤولون وشخصيات سامية في الدولة يتقدمهم رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب والوزير الاول أحمد اويحيى بالإضافة إلى مستشار رئيس الجمهورية سعيد بوتفليقة والامين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي وكذا مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء في الحكومة وكذا شخصيات سياسية ووطنية وعائلة وأصدقاء الراحل إلى جانب أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وكان الفقيد مراد مدلسي وهو من مواليد 30 أفريل 1943 بولاية تلمسان قد عين على رأس المجلس الدستوري في سبتمبر 2013 وتولى قبلها عدة مناصب منها وزيرا للشؤون الخارجية ما بين 2007 و2013 كما شغل منصب وزير للميزانية (2007/2005) ومستشار لدى رئاسة الجمهورية من سنة 2002 إلى 2005 وقبلها وزيرا للتجارة ما بين سنتي 1988 و1989 وعين في سنة 1991 وزير منتدب لدى الخزينة ثم أعيد تعيينه وزيرا للتجارة سنة 1999 إلى غاية 2001. كما نشط الفقيد في مجالات متعددة سياسية واقتصادية وثقافية على الصعيدين الوطني والدولي منها مؤسسة الامير عبد القادر التي كان نائبا لرئيسها سنة 1996 وعضو مؤسس لجمعية العلاقات الدولية سنة 1997 ورئيسا مؤسسا لجمعية الفعالية والنجاعة للمؤسسة الاقتصادية سنة 1998. وعلى الصعيد الدولي كان الفقيد ضمن مجموعة الشخصيات البارزة للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وذلك بين سنتي 2003 و2005.