دعا وزير الاتصال السيد ناصر مهل أمس الأول بالعاصمة القائمين على القنوات الجهوية بمختلف ولايات الوطن إلى ضرورة تبسيط لغة التحاور مع الجمهور بهدف الرفع من التمنية والانسجام الاجتماعي والتواصل كذلك حيث أن عدد هذه الإذاعات سيصل إلى 45 إذاعة ستغطي مع نهاية السنة الحالية كامل ولايات الوطن بعد أن يتم استكمال إنجاز إذاعتي الطارف وتيزي وزو. كما دعا بالمناسبة القائمين على القناة التلفزيونية القطرية »الجزيرة« إلى ضرورة التعقل والانصياع إلى القواعد التجارية المعمول بها عالميا. وأبرز السيد مهل في رده على سؤال أحد أعضاء مجلس الأمة في جلسة علنية تمحور حول دور الإذاعات الجهوية الدور البالغ الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في مجال نشر ثقافة السلم والوعي والانسجام الاجتماعي سيما ما تعلق منها بالإعلام المرئي والسمعي. واعتبر الوزير بأن الإذاعة والتلفزيون يعدان الوسيلتين الإعلاميتين اللتين تستطيعان استقطاب أكبر عدد من الجمهور بمختلف فئاته من خلال برامج وحصص متنوعة وهادفة. وأشار بالمناسبة إلى التجربة الرائدة للإذاعات الجهوية في بلادنا ومسايرتها للتحولات التي فرضتها العولمة، مذكرا في ذات الوقت بإنشاء أول إذاعة محلية بتاريخ 20 أفريل 1991 ببشار والتي كان عليها -كما أكد- تجسيد أهمية الإعلام الجواري في وسط اجتماعي معين له خصوصياته الثقافية والاقتصادية المتميزة. وحسب وزير الاتصال فإنه يتعين على الإذاعات الجهوية أن تعكس هذه الخصوصيات من خلال استعمال لغة سهلة الفهم بالعربية الفصحى أو الدارجة أو الأمازيغية. ولم يفوت السيد مهل الفرصة ليشير إلى أن مشروع إذاعة جهوية يكلف ميزانية الدولة 100 مليون دينار بغرض اقتناء التجهيزات التقنية الثابتة والمتحركة إضافة إلى 5 ملايير سنتيم كميزانية تسيير زيادة - كما جاء في رده على المبالغ التي تتحملها الجماعات المحلية سواء تعلق الأمر ببناء مقرات جديدة أو تهيئة البعض الآخر. وفي مجال تجهيزات الإذاعات الجهوية قال وزير الاتصال بأنه بتنقل هذه الأخيرة بالعمل بالنظام التماثلي إلى النظام الرقمي فإنه تم في مرحلة أولى تزويد محطتي بسكرة وغرداية بعريضة تقنية رقمية متطورة لتشمل العملية فيما بعد باقي المحطات الإذاعية الجهوية الأخرى. كما تحدث السيد مهل عن تطور الحجم الساعي لهذه الإذاعات الذي انتقل من 88 ساعة سنة 1990 (22 إذاعة) إلى 516 ساعة و20 دقيقة في الوقت الحالي وهو ما يعني »الجهود المبذولة من طرف الجهات المعنية«. مشيرا بأن عدد العاملين بمحطة جهوية يتراوح من 30 إلى 35 فردا مهمتهم إعلام وتنشيط وترفيه المواطنين وترقية مشاركتهم الاجتماعية ومساندة المبادرات المحلية. كما تراعي هذه الشبكات - يضيف السيد مهل- من خلال استهدافها لشرائح المجتمع المختلفة خصوصيات المنطقة في إطار الخدمة العمومية وإدراج مواعيد سياسية عبر نقاشات مفتوحة في مجال الرأي والرأي الآخر إضافة إلى الاهتمام بالمبادرات المحلية والسلم والمصالحة.