أجرى المنتخب الوطني أمس الحصة التدريبية ما قبل الأخيرة قبل مواجهة المنتخب السلوفيني بمركز التدريب »اوقو« المتواجد بمقاطعة سان لامير وسط أجواء جد مريحة وبحضور جميع اللاعبين بعد عودة الثنائي يبدة وبلعيد من إصابة، حيث برمج المدرب سعدان عدة تمارين تكتيكية بغرض تعويد اللاعبين على الخطة التي سيعتمد عليها في أول خرجة »للخضر« غدا الأحد أمام سلوفينيا بملعب بولوكوان بداية من الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي. الناخب سعدان بدا أكثر صرامة من خلال معاملته مع اللاعبين، حيث تحدث معهم بلهجة شديدة مطالبا إياهم بحتمية وضع كل شيء على الهامش والتفكير أكثر في مواجهة سلوفينيا، على أساس أن التأهل إلى الدور الثاني يمر بتحقيق نتيجة إيجابية في هاته المواجهة الهامة، طالما أن الهزيمة ستجعل زملاء زياني في وضعية صعبة للغاية لبلوغ الحلم الذي يراود كافة الجزائريين، وهو التأهل إلى الدور المقبل، وهو ما أكده الناخب سعدان الذي تراجع كما هو معلوم عن قرار إشراك منصوري أساسيا بعد تلقيه الضوء الأخضر من الطاقم الطبي للاعتماد على خدمات حسان يبدا إثر شفائه من الإصابة التي حرمته من التدرب بانتظام، وهو القرار الذي جعل سعدان يرضخ للأمر الواقع بالتخلي عن منصوري بسبب تدني مستواه بشكل ملفت للانتباه، عكس اللاعب يبدا الذي بالرغم من أنه يعاني من نقص المنافسة إلا أنه يوجد في لياقة جيدة مما يصب في خانة التشكيلة الوطنية ومن ثمة إنعاش وسط الميدان. روراوة وراء تنحية منصوري كشفت لنا مصادر لا يوحي إليها الشك أن إبعاد منصوري من التشكيلة الأساسية جاء بقرار من رئيس »الفاف« محمد روراوة الذي طلب من الناخب سعدان مراجعة حساباته في تجديد ثقته في ذات اللاعب والاستغناء عن خدماته في المواجهة الأولى أمام سلوفينيا، وهو ما جعل سعدان في وضعية حرجة لإشعار منصوري بالقرار قبل عقد الندوة الصحفية التي عقدها أول أمس بمقر إقامة »الخضر«. وحسب ذات المصدر فروراوة اتخذ ذات القرار طلبا لبعض الأطراف المحسوبة على السلطات الوصية بغرض تهدئة الشارع الرياضي، على أساس أن منصوري أثبت ميدانيا أنه غير مؤهل بتاتا لفرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها الناخب سعدان في المونديال. تعاطف كبير مع منصوري أبدى أشبال الناخب سعدان تعاطفا كبيرا مع اللاعب يزيد منصوري بعد استبعاده من التشكيلة الأساسية التي ستواجه سلوفينيا، حيث عبر كل من كريم مطمور وعنتر يحيى ومدحي لحسن وكريم زياني ولوناس قاواوي ومجيد بوقرة على هامش الحصة التدريبية الأخيرة التي خاضها »الخضر« على ملعب »يوغو«، عن أسفهم العميق لتنحية منصوري من التشكيلة الأساسية، لأن هؤلاء اللاعبين من الصعب جدا على منصوري أن يتقبل وضعه الجديد كلاعب احتياطي، مؤكدين أن من الضروري التضامن معه لرفع معنوياته، لأنه يبقى في نظرهم القائد المثالي للمنتخب الوطني، بشرط عدم تضخيم الأمور، لضرب استقرار المجموعة قبل الموعد الهام أمام سلوفينيا. يبدة "تأثرت لإبعاد منصوري وأنا جاهز 200 في الساعة لخلافته قال حسان يبدة: »تأثرت بشكل كبير لقرار إبعاد منصوري، حيث تحدثت معه مطولا رفقة زملائي بالوقوف إلى جانبه، ولكن ما حدث لم يؤثر بأي شكل من الأشكال علينا كمجموعة«، لأن حسبه »من الطبيعي أن معنويات أي لاعب ستنخفض في حال إبعاده، لكن هذه ليست نهاية العالم، فكلنا معرضين لنفس الموقف الذي يعيشه منصوري حاليا، ولا يجب أن ندع ذلك يؤثر علينا، مبديا تأكده التام بأن منصوري سيتجاوز هذه الصدمة في أقرب الآجال. وبشأن قرار الناخب سعدان بالاعتماد عليه لخلافة منصوري في مواجهة سلوفينيا قال حسان يبدة أنا جاهز لتلبية مطلب سعدان والدفاع عن الراية الوطنية بكل قوة من أجل مساعدة زملائي فوق المستطيل الأخضر لافتكاك نقاط الفوز لهذه المباراة لأننا مطالبون بتحقيق ذلك للإبقاء على كامل حظوظنا في التأهل إلى الدور المقبل وإدخال الفرحة في نفوس كافة الجزائريين المتواجدين عبر مختلف مناطق المعمرة، مبديا ارتياحه التام للأجواء العائلية الحميمة التي تسود المجموعة، الأمر الذي حفز كافة اللاعبين لبذل قصارى جهودهم خلال الحصص التدريبية لخوض المباراة الأولى بأكثر عزيمة لتشريف الكرة الجزائرية في هذا العرس الكروي العالمي، معترفا بصعوبة مأمورية »الخضر« أمام المنتخبات المتواجدة في نفس مجموعة »الخضر«. نذير بلحاج "أعد الشعب الجزائري ببلوغ الدور الثاني" اعتبر المدافع نذير بلحاج بأن مستوى التشكيلة الوطنية تشهد تطورا تدريجيا في الأيام الأخيرة لكنه يرى من الضروري على زملائه ببذل جهود إضافية لتموين خط الهجوم بالكرات في المباراة الأولى ل»ثعالب الصحراء« ضد سلوفينيا غدا الأحد، وعن المشاكل التي يواجهها المنتخب الوطني في خط الهجوم وما إذا كانت مواجهة منتخب سلوفينيا في البداية مثالية لفريقه، قال »لا أدري ما إذا كانت مواجهة سلوفينيا في البداية تعتبر مثالية، المنتخب السلوفيني قوي جدا وأكد بأنه يستحق تواجده في كأس العالم قياسا بالنتائج التي حققها في التصفيات. لكن مستوى فريقنا يتطور تدريجيا وسنشهد مباراة جيدة ضد سلوفينيا. وأضاف »في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة لعب عبد القادر غزال وحيدا في خط الهجوم في غياب جبور، لكن الأخير عاد مؤخرا إلى صفوف المنتخب، وبدأ اللاعبان يفهمان طريقة لعب بعضها البعض، مؤكدا أنه يجب على الثنائي المذكور أن يثقا جدا بأنفسهما وسنبذل قصارى جهودنا لمنحهم كرات متقنة للوصول إلى الشباك وتجاوز فترة الفراغ الصعبة التي يمر بها كلاهما، مبديا رضاه التام عن الملاعب والمكان الذي اختاره الاتحاد المحلي، وقال في هذا الصدد »نحن سعداء، ونشعر بأننا في حالة جيدة قبل ساعات قليلة عن موعد مواجهة سلوفينيا«. وحسب بلحاج، فالمكان الذي يتواجد فيه »الخضر« وإن كان بعيدا عن الجميع فإن عزل اللاعبين قد يرتد إيجابا على أداء التشكيلة »لا مشكلة لدينا أن نكون معزولين عن العالم، ونحن نفضل العمل بهدوء، والابتعاد عن الصخب للتحضير بأكثر عزيمة وصرامة لأول خرجة رسمية في هاته المناسبة العالمية، وختم بلحاج قائلا: »أعد الشعب الجزائري باقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني«. روراوة: ساهمت كثيرا في إعادة الكرة الجزائرية إلى الواجهة العالمية من الباب الواسع أكد رئيس الفاف »محمد روراوة« أنه ساهم كثيرا في العودة القوية للكرة الجزائرية إلى الساحتين القارية والعالمية، بعد غياب عن نهائيات كأس العالم لمدة 24 سنة كاملة وتحديدا منذ مونديال 1986 في المكسيك، كما أنها استعادت عافيتها في كأس الأمم الأفريقية ببلوغها دور الأربعة للنسخة الأخيرة في أنغولا مطلع العام الجاري بعدما كان آخر ظهور للمنتخب الوطني في العرس القاري عام 2004. وقال روراوة في تصريح لصحيفة »ليكيب« الرياضية: »لا أملك عصا سحرية بالتأكيد، لكن هذا المنتخب شكلتُ لبنته الأولى خلال ولايتي الأولى على رأس الاتحادية الجزائرية بين عامي 2001 و2005، حيث تأكدت بأن كرة القدم في بلادنا لم تعد قادرة على تكوين لاعبين من طينة رابح ماجر ولخضر بلومي أو صالح عصاد، لذلك قمت باختيار أحسن اللاعبين المحترفين في أوروبا، وهي السياسة التي أعطت ثمارها بتحقيق نتائج باهرة سمحت للجزائر بالارتقاء إلى المرتبة ال30 عالميا. وأضاف روراوة في سياق تصريحه »النتائج هي أفضل جواب على الانتقادات التي تعرض لها من طرف بعض الأطراف في إشارة إلى الأصوات التي ارتفعت في الجزائر معربة عن أسفها لعدم الاعتماد على اللاعبين المحليين ضمن التشكيلة وعدم الاستنجاد بخدمات اللاعبين الدوليين السابقين الذين كانوا وراء ملحمة خيخون لتدعيم العارضة الفنية وفي مقدمتهم اللاعب والمدرب السابق رابح ماجر. وأردف قائلا »أتحمل مسؤولية سياستي، فباستثناء كأس الأمم الأفريقية التي فزنا بلقبها عام 1990 بقيادة اللاعبين المحليين، لم ننجح أبدا بقيادة لاعبي البطولة المحلية، لقد نقلت المنتخب الوطني من المركز 100 إلى المركز 30 عالميا، ما هو ردهم على ذلك؟ هل كان المحليون سيحققون نتائج أفضل؟ جوابي على هؤلاء الناس هو النتائج التي حصلنا عليها«. وأوضح راوراوة »لا نقلل من قيمة اللاعبين المحليين، فلهم دورهم بطبيعة الحال، وبفضل السلطات المحلية سنقوم في الموسم المقبل بإدخال كرة القدم الجزائرية عالم الاحتراف، الأندية ستنتقل من نظام الهواة إلى الاحتراف«. من جهة أخرى، لم يخف روراوة نيته الترشح لمنصب رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لكنه أكد بأنه لم يفعل ذلك ما دام الكاميروني عيسى حياتو في منصبه، وقال »حياتو نجح في القيام بعمل رائع في الاتحاد الأفريقي منذ انتخابه عام 1988، وطالما هو باق في منصبه، لن أتقدم بترشيحي لهذا المنصب«.