كشفت أمس جلسة محاكمة مهرّب سجائر متحصّل على شهادة تقديرية من طرف وزارة الدفاع الوطني في إطار جهوده في مكافحة الإرهاب سنوات التسعينيات سلّمها له شخصيا الجنرال عمّاري، أن التنظيم الإجرامي الذي ينشط فيه كان بصدد ترويج أكثر من قنطارين من المخدّرات بالعاصمة يتمّ تهريبها من عاصمة الغرب الجزائري وهران إلى العاصمة على متن سيّارة هذا الأخير لتزوّدها بنظام إخفاء متطوّر· إلقاء القبض على مهرّب السجائر "ن· عبد الحميد" رفقة بقّية المتّهمين الأربعة تمّ سنة 2009 بناء على معلومات وردت إلى مصالح فرقة مكافحة الاتّجار غير الشرعي بالمخدّرات والمؤثّرات العقلية تفيد بوجود كمّية من المخدّرات مخبّأة في منزل المتّهم "ز· حميد" المدعو "جمال القهواجي" بباب الوادي· وقد أسفرت عملية التفتيش عن ضبط 07 كلغ من المخدّرات على أربعة أنواع ومبلغ 85 ألف دينار وأداة قاطعة، هذا الأخير صرّح بأنه يعمل على ترويج المخدّرات في أحياء بلدية باب الوادي مقابل 50 ألف دينار للكيلو غرام الواحد، علما أنه يقتنيها ب 42 ألف دينار من المدعو "هوّاري" القاطن بوهران، وأن الوسيط في عملية النّقل والبيع هو المدعو "س· خير الدين"، وأنه سلّم له البضاعة المحجوزة ولم يدفع له ثمنها· وعليه، وبالتنسيق مع مصالح الأمن تمّ نصب كمين للمدعو "خير الدين" المنحدر من مدينة وهران فألقي عليه القبض رفقة المدعو "ب·م" ميكانيكي، هذا الأخير نفى علاقته بالتنظيم مصرّحا بأنه اتّصل بالمدعو "خير الدين" هاتفيا حتى يسلمّ له دلوا من زيت الزيتون يوضع كأمانة في مستودعه من طرف المدعو "خاليدو"· أمّا المتّهم "س· خير الدين" فقد اعترف بنشاطه في مجال ترويج المخدّرات، حيث صرّح بأنه يعمل كسائق لدى زعيم العصابة المدعو "ع·ع" المكنّى "الطاهر" الذي يتواجد في حالة فرار رفقة المتّهم "س· هواري"، وأن ربّ عمله كلّفه بنقل المخدّرات إلى العاصمة حيث سلّم له في بداية الأمر كمّية 20 كلغ سلّم 07 كلغ منها للمدعو "ز· حميد" و13 كلغ للمتّهم "ب· طارق"، وأنه سبق وأن اِلتقى بالمتّهم "ن· عبد الحميد" وهو المكلّف بنقل المخدّرات من وهران إلى العاصمة أين سلّم له كمّية 40 كلغ في فترة سابقة قام هذا الأخير بنقلها إلى العاصمة وتخزينها في مستودع شقّة بالسويدانية استأجارها زعيم العصابة باسم زوجته· من جهته، المتّهم "ن· عبد الحميد" الذي يدين للضرائب بمبلغ ملياري سنتيم لتملّصه من دفع مستحقّات نشاطه في مجال التبغ والكبريت، صرّح بأنه كان من بين الأشخاص الذين بادروا إلى مكافحة الإرهاب سنوات التسعينيات ويحوز على شهادة تقديرية رسمية تؤكّد ذلك، غير أنه في سنة 2001 فتح كشكا لبيع التبغ في مسقط رأسه بورفلة لإعالة عائلته، ولسوء حظّه تعرّف على المهرّبين الذين جرّوا قدمه إلى عالم تهريب السجائر، وفي إطار عمليات تهريبه إلى منطقة المشرية بالبيّض تعرّف على المدعو "قادة" الذي اقترح عليه نقل المخدّرات حتى يتمكّن من تسديد الديون المترتّبة عليه للضرائب فوافق، حيث قام في بداية الأمر بنقل 40 كلغ إلى العاصمة، ثمّ قام بنقل 80 كلغ الى مدينة وهران، وقد ضبطت هذه الأخيرة بحوزته· وقد تميّزت الجلسة باعتراف جميع المتّهمين بالأفعال المنسوبة إليهم، ما جعل ممثّل الحقّ العام في مرافعته متشدّدا لخطورة الوقائع، حيث اِلتمس تسليط عقوبة المؤبّد عليهم·