تواصل مصالح الأمن الولائي في وهران تحقيقاتها بخصوص قضية 20.8 قنطار من الكيف التي تم حجزها على متن شاحنة قبل حوالي أسبوعين في مزرعة بدائرة السانيا، حيث علمت "الشروق اليومي" أنه تم خلال الأسبوع الماضي تمديد اختصاص مصالح التحقيق إلى ولايات أخرى مرتبطة بهذه العملية وتحديدا البليدة حيث يوجد مصنع للمواد الغذائية يملكه أحد المستوردين المتهمين في القضية والمقبوض على شقيقه للتحقيق معه. إضافة إلى ولاية باتنة ومنطقة بريكة تحديدا والتي سبق القبض في وهران على بعض المتهمين القادمين منها في إطار مكافحة شبكات سرقة السيارات وترويج المخدرات، وقد تم تمديد الاختصاص كذلك ليشمل المناطق الحدودية في مغنية والتي تتواجد بها شبكة كانت تساعد على تهريب الكيف والقنب الهندي من المناطق الحدودية المغربية وأبرزها مدينة كتامة. وحسب مصادر الأمن المتكتمة بشدة على العملية باعتبارها الأكبر على المستوى الوطني منذ بداية السنة، فان القبض على المتهمين ومناطقهم يكشف المسار الذي تتخذه المخدرات المهربة، والمتمثل أساسا في تهريبها من كتامة المغربية إلى مغنية، ومن هناك إلى مدينة وهران، ثم يتم نقلها شرقا إلى باتنة وعنابة، لتهرب بعدها بطريقة ما إلى ايطاليا، على أساس أن المواد المحجوزة من القنب والمخدرات المعروفة باسم" الطبيسلة" لا تستهلك بكميات كبيرة في الجزائر نظرا لثمنها المرتفع. التحقيق امتد أيضا حسب معلومات كشفت عنها مصالح مكافحة المخدرات إلى الجزائر العاصمة لملاحقة أحد رجال الأعمال ورد اسمه في القضية ويدعى "سرتاح" يملك شركة بناء ويشرف منذ أيام على بناء فندق راقي في العاصمة، تشكّ جهات التحقيق في أنه من أموال عمليات التهريب، علما أن الشخص تم تقييده في حالة فرار رغم أن مصادرنا أشارت إلى أن سبب ذلك هو عدم التزامه بالوقوف أمام مصالح الأمن في التاريخ المحدد، وقد تم إضافة اسمه إلى قائمة الهاربين وعددهم أربعة، بينهم شخصان من مدينة وهران "ب.غ"، و"ط.ق" ما يفسر قيام مصالح الأمن بمداهمة عدة بيوت خلال الفترة الأخيرة بحيّ ابن سينا الشعبي حيث يقيم المهربان المذكوران. للتذكير، فانه تم يوم الثالث جويلية الفارط، تقديم 5 متورطين أمام وكيل الجمهورية بمحكمة الصديقية بتهم مختلفة أبرزها "حيازة والمتاجرة بالمخدرات، تكوين جمعية أشرار، حيازة أسلحة نارية وبيضاء، التزوير واستعمال المزور في أوراق نقدية"، إضافة إلى العثور على أسلحة نارية منها بندقيتي صيد والعديد من الأسلحة البيضاء المختلفة، وقد تبين أن الشبكة امتد نشاطها إلى تزوير الأوراق النقدية وترويجها إذ تم العثور خلال مداهمة المزرعة التي وجدت بها كمية المخدرات المذكورة على معدات تتمثل في أجهزة للإعلام الآلي وطابعات ومواد أخرى متعلقة بتزوير الأوراق النقدية، من جانب آخر حجزت مصالح الأمن شاحنتين كانتا تتواجدان بنفس المزرعة يرجح أنهما كانتا تستعملان لتهريب المخدرات ناهيك عن 3 حافلات وجرار. وفي انتظار الكشف عن مزيد من تفاصيل العملية، يتأكد يوما بعد آخر الارتباط الوثيق بين شبكات التهريب ومافيا المخدرات والأسلحة و تزوير الأموال..وهي الجرائم المنظمة التي باتت مناطق غرب البلاد حسب تقارير أمنية مسرحا لها منذ أشهر، أو بالأحرى خلال السنوات القليلة الماضية. قادة بن عمار