قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن العرب والمسلمين في الشرق الأوسط لم يعودوا يَأْبَهون بما يقوله الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فشل في دعم "الثورات العربية"، ممّا أفقد الأمريكيين آخر ما تبقّى من ثقة في المنطقة· ويرَى فيسك أن أوباما بقي صامتًا عند رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، ولم يتحدّث إلاّ قبل يومين من رحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وهو يلتزم الصّمت إزاء "مجازر النّظام السوري"، ويضيف: "لهذا فإن العرب والمسلمين في المنطقة باتوا يعتنون بشؤونهم"، ويضرب مثلاً بتركيا التي "تشعر بالغضب من الرئيس السوري بشّار الأسد الذي لم يفِ بوعوده لتركيا بتحقيق الإصلاح، بل وكذب على وزير الخارجية التركي في آخر لقاء، حيث قال إنه سيسحب جنود شقيقه ماهر من شوارع المدن السورية، لكن هذا لم يتحقّق" وفقًا لشبكة "بي بي سي"، وأشار إلى أن تركيا الآن تمارس ضغطًا على سوريا لأنها تخشى تدفّق الأكراد على حدودها كما حصل مع الأكراد العراقيين في عام 1991، ولا يستبعد فيسك أن تتدخّل تركيا عسكريًا داخل الأراضي السورية نحو القامشلي وحتى دير الزور لخلق ملاذات آمنة للهاربين من المدن السورية، فلا يتقدّمون نحو الأراضي التركية· ويشير فيسك أيضًا إلى دور محطّة الجزيرة في الدوحة في عرض الصور لِمَا يحدث في سوريا بشكل أغضب السوريين اللذين أوقفوا استثمارات قطرية في سوريا بقيمة 40 مليار جنيه استرليني· ويعود الكاتب ليتحدّث عن دور الولايات المتّحدة الأمريكية ممثّلاً بإدارة الرئيس أوباما الذي يؤيّد الديمقراطية في العالم العربي، لكن ليس عندما تتعارض مع المصالح الأمريكية· وأمّا المثال الأكثر وضوحًا برأي فيسك حول عدم اهتمام العرب بما يقوله أوباما فهو موقفه الأسبوع الماضي في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث غيّر الرئيس الأمريكي مواقفه في خطب سياسية متتالية بما يتوافق مع رؤية نتنياهو· ويقول فيسك إن أعضاء الكونغرس الأمريكي "وقفوا وصفّقوا لنتنياهو 55 مرّة بحماسة فاقت تلك التي نراها في برلمانات الأسد أو صالح"· وفيما يعتبر فيسك أن الموقف الأمريكي لم يعد عاملاً أساسيًا لدى العرب، فهو يرى أن المنطقة تتغيّر بشكل كبير، ولا يستبعد أن نشهد انتفاضة ثالثة في "فلسطين"، في مسار هذا التغيّر الذي غيّر الموقف من الدور الأمريكي فيها·