نسيمة خباجة على الرغم من العواقب الوخيمة لتناول القهوة او الشاي جماعيا من نفس الكأس، إلا أننا نجده متفشيا في مجتمعنا بطريقة ملفتة للانتباه خاصة وان أقداح القهوة صارت الرفيق الدائم لبعض الشبان وحتى الرجال من مختلف الأعمار وصار المشي بأقداحها من باب الموضة أو تبيين الرجولة وفي نفس الوقت بحثا عن النشاط والحيوية واذهاب الكسل والنعاس، ولو كان استعمال قدح من القهوة يتم بصورة منفردة لهان الأمر بل ما نراه ظاهرا هو استعمال جماعة من الناس لنفس الكأس ومروره على الجماعة الواحد تلو الآخر من اجل احتساء جرعات من القهوة ضاربين بمخاطر السلوك على صحتهم عرض الحائط. اقتربنا من بعض الشبان والطلبة من اجل رصد آرائهم والوقوف على سر التزام بعضهم بذات السلوك على الرغم من حمله للعديد من الأخطار ناهيك عن بعده عن السلوكات الحضارية وإفرازه للعديد من السلبيات على غرار انتشار تلك الكؤوس البلاستيكية هنا وهناك إضافة إلى شرب القهوة في غير مواضعها وطال السلوك حتى جل المصالح والإدارات العمومية بما يتنافى مع قوانينها الداخلية، عن هذا قال مصطفى انه هو شخصيا يقدم على السلوك لكن مع أصدقائه المقربين ويحس بنشوة في مرور نفس الكأس على الكل وعن خطورة نقل بعض الأمراض قال انه متأكد من نظافة وصحة رفقائه سيما وأنهم استمروا على السلوك لأعوام ولم يحس ولا واحد منهم بأي عارض صحي. هشام خالفه الرأي وقال انه يرفض تلك العادة السيئة التي اكتسبها الكثيرون وكان هو من بينهم في السابق بحيث كان يحتسي القهوة مع أي كان إلا أن ما جرى له في احد الأيام جعله يقلع عن ذلك السلوك المشين خاصة وانه تعرض إلى تسمم بعد أن أكمل الكمية المتبقية من القهوة التي تداول عليها أبناء حيه مما جعله طريح مصلحة الاستعجالات في تلك الليلة بعد الآلام الفظيعة التي كان يحس بها على مستوى البطن واستلزم الأمر إسعافه على جناح السرعة، ويبدو أن العادة انتقلتا حتى إلى العنصر النسوي بالنسبة للمدمنات على شرب القهوة. في هذا الصدد اقتربنا من الطبيبة العامة ن. يمينة والتي بينت الخطورة الكبيرة للاستعمال الواحد لنفس الشيء من طرف الجماعة سواء تعلق الأمر بالملبس أو المأكل والمشرب فان كان الأول يسهل انتقال الأمراض الجلدية المعدية كالجرب مثلا فان الاشتراك الواحد في المأكل والمشرب من شانه أن يؤدي إلى انتقال أمراض معدية اخطر كالتهاب الكبد الفيروسي من نوع أ من جراء تناول الطعام والشراب الملوثين إلى جانب مرض الزحار العصوي يسبِّبه التهاب الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة وهو مرض بكتيري ينتقل عن طريق تلوث الطعام أو الشراب ببراز المريض وهي في مجملها أمراض تتوجب عزل المريض واخذ الاحتياطات الضرورية حتى تمام شفائه، ورأت أن العشوائية الحاصلة في اكتساب تلك السلوكات من شانها أن تؤدي إلى المخاطرة بالأشخاص خاصة وان العديد من المرضى يجهلون إصابتهم بتلك الأمراض مما يؤدي بهم إلى الاستمرار في الاختلاط مع الآخرين ومن ثمة تسهيل انتقال عدوى الأمراض المعدية وختمت بالقول أن تلك السلوكات مساوئها أكثر من محاسنها وجب الإقلاع عنها.