أبشع جريمة مصطحبة لظاهرة الاختطافات بالمنطقة، والتي اهتزّت على وقعها منطقة تيرميتين شتاء 2007، وذلك بالإقدام على قتل الطفل الذي لم يتجاوز عمره حينها الأربع سنوات ومحاولة إخفاء جثّته برميها داخل بئر بعد ربطها بصخرة قصد منعها من الطفو على سطح الماء، بعدما اختطف بادئ الأمر بغرض إعادته إلى عائلته مقابل فدية مالية يشترطها منفّذو الجريمة على الطريقة الإرهابية، إلاّ أن الطفل البرئ فارق الحياة في ظروف أقلّ ما يقال عنها إنها مأساوية تاركا وراءه عائلة ما تزال تتعذّب لفراقه وأشخاصا أصبح السجن مكانا لبقّية حياتهم بعدما انساقوا وراء نزواتهم وأفكارهم الجهنّمية. القضية أعيد فتحها مجدّدا بعدما طعن أحد المتّهمين المدعو "ن. يوسف" المتابع جنائيا بتهمة المشاركة في خطف شخص قصد الحصول على فدية إضرارا بالصغير "دالي فريد"، حيث قضت المحكمة يوم أوّل أمس بإنزال عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقّه، وهي نفس العقوبة المسلّطة ضده في أوّل مرّة نظر في القضية، والتي تعود تفاصيلها إلى تاريخ 8 نوفمبر 2007 على الساعة الواحدة زوالا عندما تقدّم والد الضحّية المدعو "د. أرزقي" أمام مصالح الضبطية القضائية للفرقة الإقليمية للدرك الوطني بتيرمتين للإبلاغ عن اختفاء ابنه "فريد" المدعو "محمد" 4 سنوات، عندما كان يلعب قرب مسكنه العائلي، وقد قام بالبحث عنه رفقة سكان القرية في الغابة والأماكن المجاورة لها دون جدوى. على إثر ذلك تمّ فتح تحقيق في القضية إلى أن تمّ الوصول إلى المدبّرين لهذه العملية التي نفّذها جيران الضحّية، والذين اعترفوا بالتّهم المنسوبة إليهم. حيث أكّد المتّهم الرئيسي في القضية الذي سبق وأن أدانته جنايات تيزي وزو بالاإعدام أن صديقه "ن. يوسف" مسبوق قضائيا، هو من دبّر له عملية اختطاف الطفل للمطالبة ب 150 مليون سنتيم فدية من عائلته قصد السفر إلى إسبانيا، كما أنهما قصدا في البداية طفلا آخر يدعى "ح. خالد" يبلغ من العمر 15 سنة، لكن ولعدم تمكّنهما من اختطافه توجّها إلى الطفل "فريد" الذي مكث عشرة أيّام في الغابة إلى أن عثر عليه ميتا داخل بئر. وكان المتّهم قد صرّح بأنه بينما كان خلال اليوم الثالث من اختطاف الطفل داخل كوخ لاحظ وفاة الطفل بشكل طبيعي، ليقترح عليه المتّهم الثاني رميه داخل بئر يقع بقرية تيفراس بترمتين وهو مربوط بسلك إلى صخرة على مستوى بطنه ورقبته في الوقت الذي صرّح فيه "ص. رابح" بأنه ليس له أيّ علاقة بالحادثة ولم يسبق أن رأى المتّهم، وحاول أوّل أمس تبرئة نفسه بالتأكيد أنه كان في العمل أين يعمل كبائع خضر وفواكه، إلاّ أن انعدام الأدلّة الكافية لتبرئته جعلت هيئة المحكمة تدينه من جديد ب 20 سنة سجنا نافذا.