كثرت شكوى الأمهات في هذه الأيام من المطالب المادية الكثيرة للأبناء فهذا يطالب بسيارة فاخرة أحدث موديل وتلك تطالب بفستان أنيق ماركة كذا والأب المسكين يلهث ليحقق طلبات الأبناء كي لا يتعقدوا نفسياً أو يشعروا أنَّهم أقل من غيرهم والأبناء في الوقت ذاته لا يقدرون مدى تعب الأب ومطالبهم تزداد يوماً بعد يوم بأنانية مفرطة ونرجسية عجيبة! تُرى من الذي علم الأبناء الأنانية وأن يفكروا في أنفسهم فقط دون مبالاة بتعب الآباء؟ الجواب بسيط .. إنَّهم الأباء أنفسهم ! نعم .. الأباء الذين علموا الأبناء سياسة هات دون خذ علموهم كيف يأخذون دوماً ونسوا أنَّ عليهم في المقابل أن يعلموهم كيف يعطون. والطفل أناني بطبعه إذا ما أعتاد الأخذ منذ الصغر فإنَّه سيعتاده في الكبر. والحبّ والحنان عنصران مهمان في العملية التربوية بشرط أن يكونا في حدود المعقول .. لا إفراط ولا تفريط. والملاحظ أنَّ أغلب الآباء اليوم يفرطون في حبّ الأبناء وتدليلهم من أجل كسب حبِّهم من جهة ومن أجل أن يشبُّوا أسوياء بدون عقد نفسية فكانت النتيجة وبالاً على هؤلاء الآباء الذين صاروا يعانون الأمرّين من طلبات الأبناء التي لا تنتهي وشكواهم في الوقت ذاته بخل الآباء وضيق ذات اليد التي يعانونها بين أصحابهم و.. شكوى لا تنتهي والآباء المساكين يواصلون اللهث والعطاء عسى أن يسمعوا كلمة حمد أو شكر وتقدير من الأبناء لكن هيهات فالأبناء الذين تمحوروا حول حبّ الذات لسنوات طويلة يرون لهث الآباء من أجلهم أمرا طبيعياً ولا يستشعرون مدى التعب والضيق الذي يسببونه لآبائهم! ومن هنا يأتي دور المربِّي في الإمساك بشعرة معاوية فالحزم من أسس نجاح العملية التربوية ولا بد أن يتعلَّم الطفل منذ الصغر كلمة لا حتى وإن كان الأب أغنى أغنياء العالم! يجب أن يتعلم الطفل كيف يعطي لا أن يأخذ فقط وستكون هناك مواقف بين الطرفين قد تصل لحد البكاء من الأبناء ومع ذلك على الأبوين أن يكونا حازمين في موقفهما لا يحيدان عنه لأنَّهما الرابحان في النهاية