لم تستيقظ سارة باكرا وفضلت التمتع بدفء الفراش بدل الذهاب لحصة الرياضة المُبرمجة اليوم فهي ملت من الجري والحركات الرياضية غير المُفيدة حسبها فسارة فتاة عشرينية لكن من يراها يظنها سيدة بخمسة أولاد فالسمنة شوهت جسدها وجعلتها سيدة في ثوب فتاة كل هذا عقدها ودفعها إلى الاستقالة من الحياة الرياضية والنشاط والعودة إلى الكسل الأكل الشره وكل العادات السيئة ويوما بعد يوم ازدادت الفتاة سمنة ووصلت إلى القنطار وأصبحت تجد صعوبة في التنقل والتنفس والقيام بأعمال البيت مما دفع بوالديها إلى أخذها لطبيب تغذية لمُساعدتها وإيجاد حل لإبنتهم الكسولة عند الطبيبة المُعالجة بكت سارة بحرقة وتمنت لو أن الزمن يرجع للوراء وتصبح مثلما كانت في الماضي نشيطة وخفيفة الظل والحركة مُبتسمة ومُتفائلة بالحياة فسارة أخبرت الطبيبة أنها من سن الثالثة عشر وبعد مُشكل عاطفي مع أحد أصدقائها في المدرسة قررت مُواجهة المشكلة بالأكل كل لحظة والإكثار من الحلويات والسكريات لم تكن تسمع لأحد وتأكل فقط للإحساس بالنشوة والفرحة ولإخفاء ألمها تدهورت دراستها وأعادت السنة الأولى متوسط ثلاث مرات مُتتالية مما تسبب في طردها ومُكوثها في البيت من سن الثالثة عشر إلى يومنا هذا فسارة طوال هذه الفترة لم تكن تخرج إلا نادرا وللضرورات القُصوى ريجيم قاسي بعدها ابتسمت الطبيبة لسارة وطمأنتها أن لكل داء دواء ودوائها سهل يحتاج فقط للإرادة والعزيمة الصبر وقوة التحمل لكن قبل هذا طلبت منها أن تقرأ هذا الكتاب عن قلة الحركة والسمنة وأثارهما على المدى البعيد والمُتوسط وتتبع حمية والعودة إلى مُمارسة الرياضة بأسرع وقت مُمكن وضربت لها موعدا بعد ثلاثة أشهر وبدأت رحلة سارة العلاجية مع الريجيم القاسي القليل السكر والمتوازن الكربوهيدرات والكثير الألياف وعادت إلى أحضان الرياضة وسجلت نفسها في صالة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع في الأول بكت وإنهارت خصوصا لما تُحس بالجوع لكنها كانت دائما تضع نصب عينيها هدفها المنشود وتتصور نفسها وهي رشيقة أنيقة بثياب جميلة ويوما بعد يوم كانت سارة تتحدى نفسها الأمارة بالسوء وكل من تنبأ لها بالفشل في هذه المعركة فهي للجميع بلا قلب وضعيفة ولا تستطيع تحمل كل الأطباق الشهية التي كانت تُحضرها أُمها بين الفينة والأُخرى. الرياضة مفيدة جاءت اللحظة الحاسمة وعادت سارة لطبيبتها التي لم تعرفها واندهشت من النتيجة غير المُتوقعة فسارة فقدت حوالي 20 كيلو في ثلاثة أشهر تحسنت حالتها المزاجية وأصبحت إنسانة أُخرى فالرياضة مُفيدة جدا في حياتنا لذا وجب علينا إعتبارها منهج حياة وإدخالها إلى يومياتنا فالغرب في هذه النقطة أحسن منا بكثير كلهم دون استثناء يُمارسونها ويعتبرونها جزء لا يتجزأ من الحياة حتى أُولئك الذين لا يستطيعون دفع تكاليف الصالة تجدهم في البراري والطرق يُمارسون المشي كل يوم ولمُدة ساعة يجرون في الحدائق العامة فآخر الدراسات والتوصيات تُشير بضرورة مُمارسة النشاط الرياضي المُعتدل لمُدة 150 دقيقة أُسبوعيا أو المُكثف لمُدة 75 دقيقة أُسبوعيا حيث أن القيام بمجهود بدني من شأنه أن يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والمشي يقي من الإصابة بأمراض القلب لأنه يُخلص الجسم من الدُهون والكولسترول الضار يُحسن من القُدرات العقلية يُقلل من الشُعور بالقلق والتوتُر فالإنسان لما يمشي يُفرز جسمه مادة الإندروفين والتي تُساعد على تخفيف الضغط الجسدي والنفسي لذا يُنصح بتخصيص وقت لصحتنا ومُحاربة كل الأمراض التي تتسبب في مرضنا كالسُمنة مع أنه في السنوات الأخيرة والحمد لله انتشرت ثقافة الرياضة في أوساط المُجتمع لدرجة أن قاعات الرياضة أصبحت مُمتلئة على الآخر وخاصة لجنس النساء وهذا يدل على انتشار الوعي وثقافة الناس حول هذا الموضوع فالرياضة ليست لتضييع الوقت بل فرصة لتحسين القدرات النفسية والجسدية للشخص.