تعاني مصالح الاستعجالات الطبية الجراحية للمركز الاستشفائي الجامعي لتيزي وزو حاليا من" اكتظاظ كبير" سببه الإجلاءات العشوائية الموجهة إليه والمقدرة ب300 مريض في اليوم الواحد حسب ما استفيد من المدير العام لهذه المؤسسة العلاجية· ويرى البروفيسور زيري أن معظم هذه الإجلاءات "لا تستدعي الاستعجالية" بحيث يمكن التكفل بها على مستوى الهياكل الجوارية للصحة العمومية· وخلال عرضه لواقع مستشفى تيزي وزو قدمه أمام المجلس التنفيذي الولائي طالب مدير المستشفى "على ضوء عدم التوازن الواضح الملاحظ" بين أعداد المرضى المتوافدين وقدرات استيعاب المصالح الاستعجالية ب"استدراك هذا الوضع من خلال إسهام هياكل الصحة الجوارية في التكفل بالحالات التي لا تستدعي الإجلاء الصحي"· وأكد في ذات السياق على ضرورة تطبيق هذا المسعى الرامي إلى احترام التدرج في العلاج وفقا لتوجيهات منظمة الإصلاح الاستشفائي بهدف "استعادة المركز الجامعي الاستشفائي لتيزي وزو لمهمته الأصلية المتمثلة في التكوين والبحث وتقديم العلاجات المختصة"· وتستقبل استعجالات مستشفى تيزي وزو زيادة عن مرضى ولاية تيزي وزو حالات الإجلاء الصحي من ولايات بومرداس والبويرة وبجاية، أي ما يمثل محيطا سكانيا من أكثر من 4 ملايين نسمة وهو ما يعتبر عددا ضخما حسب هذا المسؤول الذي يتأسف عن "الاستغلال المفرط لعامل الإجلاء الصحي الذي تعتمد عليه هياكل الصحة العمومية الجوارية بالرغم من توفرها على المختصين والتجهيزات الضرورية لأداء مهمتها على أكمل وجه"· وذكر البروفسور زيري أن مؤسسته أنفقت حوالي 13 مليون دينار في 2010 في عمليات التكفل بالاستعجالات الطبية الجراحية، يضاف إليها مبلغ 217 ألف دينار وجه لتغطية الإجلاءات نحو مصلحة استعجالات أمراض الأطفال· وفي ردة فعله على هذا الوضع الذي وصفه ب"غير المقبول" أبرز والي تيزي وزو "الخسارة المالية التي يتكبدها المستشفى"، معتبرا أن "مشكل الإجلاءات الصحية يعكس الوضع اللاإنساني الذي آلت إليه مصالح الاستعجالات"· وأكد السيد بوعزغي على ضرورة "توقيف هذا النزيف ووضع حد لتكديس المرضى في أروقة الاستعجالات في انتظار سرير· وطالب الوالي مدير الصحة الولائي ب"استدعاء كل مسؤولي هياكل الصحة الجوارية بالولاية إلى اجتماع بداية الأسبوع المقبل بهدف إيجاد حل لهذه الوضعية التي لم تعد تحتمل الانتظار"· وتفيد إحصائيات المديرية العامة لمستشفى تيزي وزو باستقبال مصالح الاستعجالات خلال العام الفارط ل100940 مريض استفاد 2570 منهم من عملية جراحية وتم إجلاء 3539آخر نحو مختلف مصالح المستشفى، في حين غادر العدد المتبقي المستشفى بعد فحص بسيط· كما لاحظ البروفيسور زيري أن معظم حالات الوفيات ال565 المسجلة بمستشفى تيزي وزو خلال نفس الفترة هي في الحقيقة حالات لإجلاء الجثث أو إجلاء أشخاص بلغوا مرحلة الموت الدماغي·